6 ـ الکلام فی معانی أسماء الإشارة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
أنوَار الاُصُول (الجزء الأول)
5 ـ الکلام فی الفرق بین الإنشاء والإخبار7 ـ الکلام فی الضمائر

وفیه ثلاثة أقوال:

القول الأوّل: ما أفاده المحقّق الخراسانی(رحمه الله) وإلیک نصّه: «ثمّ إنّه قد إنقدح ممّا حقّقناه إنّه یمکن أن یقال إنّ المستعمل فی مثل أسماء الإشارة والضمائر أیضاً عام وإن تشخّصه إنّما نشأ من قبل طور استعمالها، حیث إنّ أسماء الإشارة وضعت لیشار بها إلى معانیها وکذا بعض الضمائر، وبعضها لیخاطب بها المعنى، والإشارة والتخاطب یستدعیان التشخّص کما لا یخفى».

وفیه: أنّ کلامه هذا نشأ من ما مرّ من المبنى الذی بنى علیه فی المعانی الحرفیّة فالجواب هو الجواب ولا حاجة إلى التکرار.

القول الثانی: ما قال به المحقّق الإصفهانی (رحمه الله) وإلیک نصّ کلامه: «التحقیق أنّ أسماء الإشارة والضمائر موضوعة لنفس المعنى عند تعلّق الإشارة به خارجاً أو ذهناً بنحو من الأنحاء، فقولک «هذا» لا یصدق على زید مثلا إلاّ إذا صار مشاراً إلیه بالید أو بالعین مثلا، فالفرق بین مفهوم لفظ المشار إلیه ولفظ «هذا» هو الفرق بین العنوان والحقیقة نظیر الفرق بین لفظ الربط والنسبة، ولفظ «من» و «فی» وغیرهما، وحینئذ فعموم الموضوع له لا وجه له بل الوضع حینئذ عام والموضوع له خاصّ کما عرفت فی الحروف»(1).

ووافقه على ذلک المحقّق النائینی (رحمه الله) إلاّ أنّه اکتفى بأنّها وضعت لمعانیها المقیّدة بالإشارة إلیها من غیر تقیید بکونها خارجیّة أو ذهنیة.

إن قیل: ینتقض کلامهما بقولک: «اُصلّی فی هذا المسجد» إذا کنت جالساً فیه لأنّه فی مثل هذه الحالة لا حاجة إلى ضمّ الإشارة بالحسّ أو الذهن بل یکتفی بلفظ «هذا المسجد» فحسب.

ولکن یمکن الجواب عنه بأنّ المسجد فی هذا المثال حاضر فی الذهن فیشار إلیه أیضاً بالإشارة الذهنیّة، نعم یرد علیهما ما سیتّضح لک فی بیان المختار فی المقام فانتظر.

القول الثالث: ما فی تهذیب الاُصول وحاصله: إنّ ألفاظ الإشارة وضعت لایجاد الإشارة فقط.

وبعبارة اُخرى: إنّ ألفاظ الإشارة تقوم مقام الإشارة بالاصبع وإشارة الأخرس، فکما أنّه بإشارة الاصبع توجد الإشارة کذلک بلفظ «هذا» مثلا، ولذلک یقوم أحدهما مقام الآخر، فالموضوع له فی کلّ واحد منهما نفس الإشارة، وعلى هذا فیندرج تلک الألفاظ فی باب الحروف ولا استقلال لها لا فی الذهن ولا فی الخارج، فکما لا تدلّ کلمة «من» أو «إلى» على معنى مستقلّ، کذلک کلمة «هذا» فلا تدلّ على معنى کذلک، فألفاظ الإشارة فی الحقیقة حروف لا أسماء، ثمّ أورد على نفسه إنّه کیف تترتّب علیها الآثار الاسمیّة نحو وقوعها مبتدأ أو فاعلا أو مفعولا؟ وأجاب عنه بأنّ المبتدأ وشبهه فی هذه الموارد لیس لفظ «هذا» مثلا، بل هو فی الواقع المشار إلیه الموجود فی الذهن، فیکون من القضایا التی ترکّبت من أمر ذهنی وأمر خارجی(2). (انتهى).

ویرد علیه ما سیأتی فی مقام بیان المختار أیضاً.

المختار فی معنى أسماء الإشارة وبیانه یحتاج إلى تقدیم اُمور:

الأوّل: أنّ حقیقة الإشارة تعیین شیء من بین الأشیاء المتشابهة فی الخارج کما لا یخفى.

الثانی: أنّ لکلّ من الإشارة الحسّیة والإشارة اللّفظیّة نقصاً لا یکون للآخر، فالإشارة الحسّیة لا تدلّ على الإفراد والتثنیة والجمع والتذکیر والتأنیث بخلاف الإشارة اللّفظیّة، کما أنّ اللّفظیّة لا یتعیّن ولا یتشخّص بها المشار إلیه بخلاف الحسّیة، ولذا تضمّ إلى الإشارة اللّفظیّة الإشارة الحسّیة لتعیین المشار إلیه.

الثالث: أنّه لا ینبغی الشکّ فی کون ألفاظ الإشارة أسماء کما علیه اتّفاق النحویین، وهو موافق لما نجده بالتبادر عند ذکرها. فإنّا نفهم وجداناً من إطلاق لفظ «هذا» وشبهه معنىً مستقلا لا یشابه المعانی الحرفیّة وإن کان مجملا أو مبهماً من بعض الجهات، وإنکار هذا مکابرة.

إذا عرفت هذا فاعلم: أنّ هناک ما یدلّ على الإشارة تکویناً قبل وضع الألفاظ کالإشارة بالید والعین والرأس والحصى والعصا وغیرها، وهی کلّها تدلّ على معنى معیّن فی الخارج، ثمّ وضعت لها ألفاظ یقوم مقامها من جمیع الجهات أو من بعضها، وهذه الألفاظ أتمّ دلالة منها من جهة دلالتها على الإفراد والتثنیة والجمع والمذکّر والمؤنّث وعلى الإشارة إلى القریب والبعید ولکنّها قاصرة من ناحیة تعیین المشار إلیه أحیاناً، فحینئذ لا تتمّ دلالتها إلاّ بأن ینضمّ إلیها الإشارة الحسّیة أو الذهنیّة.

وإن شئت قلت: مدلولات أسماء الإشارات مفاهیم اسمیة وإن کانت فیها رائحة الحروف فلها من حیث دلالتها على المفرد والتثنیة والجمع والمذکّر والمؤنّث معان اسمیة، ومن حیث اشتمالها على إیجاد الإشارة ـ لها رائحة الحروف.

وممّا ذکرنا ظهر ضعف القول بأنّها من قبیل الحروف کما ظهر أنّه لیس مفادها مجرّد المعنى عند تعلّق الإشارة بها خارجاً أو ذهناً بل فیها إنشاء الإشارة بنفس ألفاظها وإن کانت قاصرة من بعض الجهات، فالإشارة مأخوذة فی حاق معانیها لا أمر خارج عنها.

وأمّا ما أفاده فی التهذیب من أنّ الحقّ فی قضیّة «هذا قائم» إنّه من قبیل الترکیب بین الموضوع الخارجی واللّفظی (فالمبتدأ أمر خارجی بنفسه والخبر محکی عنه بلفظ «قائم») فهو خلاف الوجدان أیضاً، لأنّ المتبادر من هذه الجملة أنّ المبتدأ هو ما یستفاد من معنى «هذا» کما یظهر بمراجعة علماء العربیّة أیضاً، فإنّ اتّفاقهم على أنّ نفس «هذا وأشباهه» هی المبتدأ شاهد على المقصود. هذا تمام الکلام فی أسماء الإشارة.


1. نهایة الدرایة: ج1، ص21، الطبع القدیم.
2. تهذیب الاُصول: ج1، ص27 ـ 28 طبع مهر.

 

5 ـ الکلام فی الفرق بین الإنشاء والإخبار7 ـ الکلام فی الضمائر
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma