وهو أنّ ما مرّ من أنّ المشتقّ عند الإطلاق وعدم وجود القرینة منصرف إلى حال النطق مختصّ بما إذا وقع فی الجملة الاسمیة کقولک «زید ضارب»، بل یمکن أن یقال: إنّ الجملة الاسمیة وضعت لزمان النطق، ویشهد علیه أنّا إذا أردنا استعمالها لزمان الحال جرّدناها عن أی قید وقلنا «زید ضارب» مثلا من دون إضافة قید «الآن»، وأمّا إذا أردنا استعمالها لزمان الماضی کان اللازم إضافة «کان» إلیها فیقال «زید کان قائماً» ولزمان المستقبل یقال: «زید یکون قائماً» کما یشهد علیه أیضاً أنّ جملة «زید قائم» فی حال کونها مجرّدة عن القیود تعادل قولک «زید قائم است» فی اللّغة الفارسیّة فیما إذا اُرید استعمالها لزمان الحال من دون إضافة قید «الآن» أی لا نقول: «زید حالا قائم است» فیستفاد زمان الحال من کلمة «است»، وحیث لا إشکال فی أنّه لا توجد فی اللّغة العربیّة کلمة تعادل «است» نستکشف إنّ الدالّ على وقوع النسبة فی زمان الحال فی اللّغة العربیّة إنّما هو هیئة الجملة الاسمیة المجرّدة عن أی قید، فظهر أنّ انصراف کلمة المشتق إلى زمان النطق لا یکون إلاّ من جهة وقوعه فی الجملة الاسمیة، فالدالّ علیه إنّما هو هیئة الجملة الاسمیة لا أنّه مأخوذ فی معناه الموضوع له.