وهو أنّ ما مرّ من البیان فی صفات الباری یختصّ بصفات ذاته تعالى ولا یشمل صفات الفعل، لأنّ المبدأ فی الصفات الفعلیّة غیر الذات ولیست عینها قطعاً بل ینتزعها العقل من
الأفعال الصادرة منه تعالى فینتزع مثلا عنوان «الرازق» بعد صدور فعل «الرزق» منه تعالى، وکذلک فی عنوان «الخالق» وغیره من صفات الفعل ولهذا یقال بحدوث صفات الفعل بمعنى أنّ الانتزاع العقلی لهذه الصفات من الأفعال حادث بحدوث الفعل فلا یرد إشکال من ناحیة قدم الذات مع حدوث الصفات کما لا یخفى.
نعم القدرة على فعل الخلق أو الرزق قدیم، إلاّ أنّ مفهوم القادر غیر مفهوم الخالق والرازق، ومحلّ النزاع فی المقام إنّما هو الصفات المنتزعة من نفس هذه الأفعال، لا صفة القدرة علیها.