بقی هنا شیء

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
أنوَار الاُصُول (الجزء الأول)
الأمر الأوّل: فی أدلّة القولینالأمر الثانی: فی دائرة الحقائق الشرعیّة

وهو أنّ هذا الاستعمال هل یکون حقیقة أو مجازاً؟

ذهب المحقّق الخراسانی(رحمه الله) إلى أنّه نوع ثالث من الاستعمال (لا حقیقة ولا مجاز) والمیزان فی صحّته استحسان الطبع، وقال: «دلالة اللفظ على المعنى فی هذا الاستعمال بنفسه لا بالقرینة وإن کان لا بدّ حینئذ من نصب قرینة إلاّ أنّه للدلالة على ذلک (على کونه فی مقام الوضع) لا على إرادة المعنى کما فی المجاز»(1).

أقول: الظاهر أنّه لا بدّ فی هذا الاستعمال من نصب قرینتین: قرینة على کون المستعمل فی مقام الوضع، وهذا ما اعترف به المحقّق الخراسانی(رحمه الله) أیضاً، وقرینة على استعمال اللفظ فی المعنى الجدید کالإشارة إلى المولود مثلا عند قوله: «ائتنی بالحسن» لأنّه مع عدم نصب هذه القرینة لا یفهم المعنى من اللفظ کما هو واضح، وحینئذ إمّا أن لم یکن اللفظ قبل هذا الوضع موضوعاً لمعنى آخر، فیکون الحقّ عندئذ مع المحقّق المذکور من أنّه لیس حقیقة ولا مجازاً، أو کان قبل هذا موضوعاً لمعنى آخر فیکون استعماله فی المعنى الجدید استعمالا فی غیر الموضوع له فیکون مجازاً، فکلام المحقّق بإطلاقه غیر مرضیّ.

ثمّ یبقى الکلام فی أنّ الألفاظ الدائرة فی لسان الشرع للاُمور المستحدثة هل وضعت لها بالوضع التعیینی بأحد نوعیه، أو التعیّنی؟

ذهب المحقّق الخراسانی(رحمه الله) إلى الأوّل وقال: «دعوى الوضع التعیینی فی الألفاظ المتداولة فی لسان الشارع هکذا قریبة جدّاً ومدّعى القطع به غیر مجازف قطعاً»(2).

ولکنّه دعوى بلا بیّنة وقول بلا برهان، والصحیح حصوله من طریق خصوص الوضع التعیّنی فإنّ هذا هو ما نجده بوجداننا العرفی، فاختبر نفسک فی الأوضاع الجدیدة فی حیاتنا الاعتیادیّة فإنّک تشاهد عندک ألفاظاً وضعت لمعان جدیدة بکثرة الاستعمال کلفظ «الشیطان الأکبر» و«المستضعف» و«المستکبر» و «الطاغوت» إلى غیر ذلک من الألفاظ المتداولة الیوم فی معان خاصّة غیر معانیها اللغویّة، بل یمکن أن یقال بتحقّق الوضع فی المعانی الشرعیّة من هذا الطریق بکثرة الاستعمال حتّى فی خصوص عصر النبی(صلى الله علیه وآله) أیضاً، بل فی سنة أو أقلّ، وکذا بالنسبة إلى عصر الأئمّة(علیهم السلام) فی ألفاظ اُخر، وإصرار المحقّق الخراسانی(رحمه الله)على المنع من حصوله فی خصوص لسان الشارع ممّا لا وجه له.

وهنا مذهب آخر وهو أنّه یمکن أن یقال: إنّ بعض الألفاظ المعهودة المعروفة بعنوان الحقائق الشرعیّة لیست فی الواقع بحقائق شرعیّة بل إنّها حقائق لغویّة لاستعمالها فی الشرائع السابقة کما تشهد علیه جملة من الآیات:

منها قوله تعالى: (کُتِبَ عَلَیْکُمْ الصِّیَامُ کَمَا کُتِبَ عَلَى الَّذِینَ مِنْ قَبْلِکُمْ)(3).

وقوله تعالى: (وَأَوْصَانِی بِالصَّلاَةِ وَالزَّکَاةِ مَا دُمْتُ حَیّ)(4).

وقوله تعالى: (وَأَذِّنْ فِی النَّاسِ بِالْحَجِّ)(5).

فإنّ هذه الآیات تشهد على أنّ الصّیام والصّلاة والحجّ کانت موجودة بمعانیها الشرعیّة فی الشرائع السابقة أیضاً، کما اعترف به جمع من المحقّقین.

نعم قد یرد على هذا بأنّ غایة ما یستفاد من هذه الآیات أنّ معانی هذه الألفاظ کانت موجودة قبل الإسلام ولا تدلّ على کون هذه الألفاظ أسماء لها فتدلّ آیة الحجّ مثلا على أنّ أعمال الحجّ وجملة من مناسکه کانت معمولة من عصر إبراهیم خلیل الله(علیه السلام)، ولا تدلّ على أنّه کان یعبّر عنها بلفظ الحجّ فی اللّغة العربیّة.

ولکن یمکن دفعه بأنّ العرب فی عصر الجاهلیة کانوا یتکلّمون فیما بینهم عن عبادات الیهود والنصارى قطعاً خصوصاً إذا لاحظنا وجود طائفة منهم فی المدینة وإنّهم یتکلّمون بما یتکلّم به غیرهم من قبائل العرب، ومن البعید جدّاً کون الألفاظ التی کان العرب یتکلّمون بها عن عبادات الیهود والنصارى وصومهم وصلاتهم غیر الألفاظ المستعملة فی لسان القرآن، لأنّ لازمه وضع ألفاظ جدیدة عربیّة لتلک المعانی مع عدم الحاجة إلیها بل هو أشبه شیء بتحصیل الحاصل.

ویؤیّد ذلک أنّ کلمة «الصّلاة» بهذه اللّفظة موجودة فی إنجیل برنابا الموجود فی زماننا هذا لا بلفظة اُخرى عبرانیّة أو سریانیّة، وهذا یشهد على أنّه کما أنّ المعانی لم تکن مستحدثة، کذلک الألفاظ التی یعبّر عنها (وإن کانت صحّة هذا الانجیل محلّ الکلام).

والذی یسهّل الخطب إنّ إثبات المعانی اللغویّة لهذه الألفاظ بهذا الدلیل لا أثر له فی الثمرة المعروفة لهذه المسألة بل یؤکّد حملها على المعانی المعروفة الشرعیّة بطریق أولى، فإنّ لازم هذا الکلام کون الصّلاة مثلا حقیقة فی الأرکان المخصوصة حتّى قبل ظهور الإسلام فلا تحمل على معنى الدعاء إذا وردت فی لسان الشارع بلا قرینة.


1. کفایة الاُصول: ص21، الطبع الجدید.
2. نفس المصدر.
3. سورة البقرة: الآیة183.
4. سورة مریم: الآیة31.
5. سورة الحجّ: الآیة27.

 

الأمر الأوّل: فی أدلّة القولینالأمر الثانی: فی دائرة الحقائق الشرعیّة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma