المعروف فی ثمرة المسألة حمل الألفاظ المستعملة فی لسان الشارع والرّوایات على معانیها الشرعیّة عند فقدان القرینة إن قلنا بثبوت الحقیقة الشرعیّة، وإلاّ تحمل على معانیها اللغویّة، فإذا قال الشارع المقدّس مثلا: «صلّوا عند رؤیة الهلال» ولم ینصب قرینة على مراده، حملت الصّلاة على معناها الشرعیّة وهو الأرکان المخصوصة بناءً على ثبوت الحقیقة الشرعیّة، وعلى معناها اللغویّة وهو الدعاء بناءً على عدمه.
لکن قد أورد على هذه الثمرة فی تهذیب الاُصول والمحاضرات بأنّه لا طائل تحتها (مع اختلافهما فی التعبیر).
فقال فی المحاضرات: «إنّ الرّوایات التی وصلت عن المعصومین (علیهم السلام) إلینا المشتملة على هذه الألفاظ کان المراد منها معلوماً فلا ثمرة، بل لا داعی لهذا البحث بعد ذلک»(1).
وقال فی تهذیب الاُصول: «وعلى کلّ حال الثمرة المعروفة أو الفرضیّة النادرة الفائدة ممّا لا طائل تحتها عند التأمّل حیث إنّا نقطع بأنّ الاستعمالات الواردة فی مدارک فقهنا إنّما یراد منها هذه المعانی التی عندنا فراجع وتدبّر»(2).
أقول: إنّما یصحّ الإشکال لو کان النزاع فی خصوص لفظ الصّلاة والصّیام وشبهها، أمّا لو کانت دائرته أوسع ممّا ذکر، کما هو المختار وقد مرّ بیانه آنفاً فالثمرة لهذا البحث کثیرة، وما أکثر الألفاظ التی وردت فی روایات المعصومین(علیهم السلام) ولا یعلم أنّ المراد منها معانیها الشرعیّة أو اللغویّة.
توضیح ذلک: أنّ هذه الألفاظ على أقسام:
الأوّل: صارت حقیقة فی معانیها فی زمان الرسول (صلى الله علیه وآله) بلا إشکال.
الثانی: (وهی أسماء أجزاء العبادات وأقسامها) لا دلیل على صیرورتها کذلک فی زمن الرسول بل لا یبعد أنّها صارت حقیقة فی زمان الصادقین (علیهما السلام).
الثالث: لا دلیل ولا شاهد أیضاً على صیرورتها حقیقة إلى زمان الصادقین مثل ألفاظ الأحکام الخمسة، فلا نعلم المراد من صیغة «یکره ذلک» مثلا (إذا استعملت فی روایة) هل یکون المراد منها الحرمة، أو الکراهة المصطلحة فی الفقه.
ولا یخفى أنّ البحث عن ثبوت الحقیقة الشرعیّة وعدمه یکون له ثمرة عملیّة بالنسبة إلى کثیر من هذه الألفاظ، والظاهر أنّ الشبهة إنّما نشأت من تحدید البحث فی ألفاظ معدودة محدودة.
1. المحاضرات: ج1، ص133.
2. تهذیب الاُصول: ج1، ص46، طبع مهر.
