ما الذی دعانی إلى هذا ...؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
أنوَار الاُصُول (الجزء الأول)
کلمة المقرّر(1) تاریخ علم الاُصول وتطوّره فی سطور:

إنّ سبب اختیاری درس الاُستاذ (دام ظلّه) أنّی بعد ما سمعت عزمه على الشروع بالدورة الرابعة لخارج الاُصول، استخرت الله بکتابه الکریم فجاءت هذه الآیة: (وَقَالُوا الْحَمْدُ للهِِ الَّذِی أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَکُورٌ)(1) فتفأّلت بالخیر، وحضرت فی محضره الشریف فوجدت صدق التفأّل، فکان درسه مذهباً للحَزَن وحالاًّ للعُقَد، وذلک لتوفّر بعض الشرائط والخصوصیّات فیه:

منها: تحرّر فکری وأصالة فی مجال البحث والنقد: بحیث یشاهد بوضوح عدم انجذاب عقربة الفکر إلى مدرسة خاصّة من المدارس الموجودة فی محافل دروس مرحلة الخارج.

والإنصاف أنّ هذه الدرجة من الحرّیة والاعتماد على النفس یلعب دوراً أساسیّاً فی تربیة التلمیذ، وتکوین شخصیته العملیّة، وقوّة اعتماده على نفسه فی البحث والدراسة بعد ما أراد بخروجه من مرحلة السطح إلى مرحلة الخارج أن یقوم على قدمیه، وأن یُخرج نفسه من هیمنة أفکار الأعاظم وسطوتها مع احترامها والاهتمام بها.

ومنها: السعی أن یعطى البحث ـ حدّ الإمکان ـ إتّجاهاً موضوعیّاً عملیّاً، ویخرجه من إطار الافتراضات المدرسیّة، ولعلّ هذا ممّا یلاحظ فی مدرسة الشّیخ الأعظم الأنصاری (رحمه الله)فی رسائله، وممّا یتمیّز به مشربه الاُصولی ومنهجه عن منهج المحقّق الخراسانی(رحمه الله) فی کفایته إلى درجة کبیرة.

فشاهدت فی کثیر من المباحث عدم الاکتفاء ببیان کلیّات المسألة، وترکها فی دائرة الفرض والتصوّر، بل یستعرض أیضاً ما یعتمد علیه الفقیه فی مقام العمل والاستنباط فی الأبواب المختلفة من الفقه (من الاستظهارات العرفیّة، والارتکازات العقلائیّة، وما یستظهر من روایات أهل بیت الوحی(علیهم السلام) وما فهم منها أصحابنا الإمامیّة (رضوان الله علیهم) بحسن سلیقة، واستقامة فکر... إلى أن تصل المسألة إلى موضع من التنقیح والاطمئنان.

ومنها: سلاسة البیان وسهولته، ممّا یخرج موضوع البحث من التعقید المحیّر للفکر والعمق المتوهّم والاُبّهة الخیالیجة المخیّبة لأمل التلمیذ فی حرکته العملیّة.

بل إنّ سهولة بیانه (دام ظلّه) قد تصل إلى حدّ توجب تردّد التلمیذ فی بدء الأمر، فیحتمل أو یظنّ أنّ للمسألة المطروحة عمقاً آخر، وأنّه لم یؤدّ حقّها.

والحقیر الفاقد للبضاعة ـ الذی وقع من هذه الجهة فی تردّد ووسواس فی بادیء الأمر ـ کان یسعى فی دراسة المسألة قبل الدرس وبعده، ویعمّق النظر فی جوانبها وبمعونة أصدقائه فی المباحثة، فکان ـ بعد فحص کثیر وتأمّل بالغ ـ ینتهی فی کثیر من الموارد إلى أنّ الحقّ فی المسألة هو ما أفاده الاُستاذ (دام ظلّه) بتبسّط فی الحدیث ومن دون عبارات مغلقة وتعبیرات معقّدة، وما فهمه بذوقه السلیم وفکره الثاقب.

ومن الواضح أنّ ما یلعب دوراً هامّاً أوّلیّاً فی سلاسة البیان إنّما هو کیفیة الورود فی المسألة والخروج عنها، والتحلیل الصحیح لموضوع البحث، وتشقیق الموضوع الکلّی العامّ وتفکیکه وتجزئته إلى موضوعات فرعیّة خاصّة، وبالجملة إبراز الموضوعات المتشابهة الخارجة عن محلّ البحث، والإرائة الدقیقة لمحلّ النزاع، والإنصاف أنّ للاُستاذ (دام ظلّه) فی هذا المجال تضلّعاً خاصّاً.

ومن الطریف أنّ الاُستاذ (دام ظلّه) یلقى افاضاته ویؤدّی کلماته بقوّة ونشاط، وطراوة ونضارة، تجعل محفل درسه ناشطاً وطریّاً بحیث لا یحسّ أحد بصعوبة وکدورة، ولا یرى نفسه متأخّراً ومتخلّفاً عن القافلة، بل أن کلّ شخص یشعر فی نفسه فی مسرح البحث، راجیاً لفهمه، ومطمئناً بإدراکه للمسألة.

هذا ـ وقد تذکّرت بعدُ ما کتبه السیّد الحکیم(رحمه الله) صاحب المستمسک فی هامش تقریرات الاُستاذ (دام ظلّه) لبحثه(رحمه الله) قبل أربعین سنة، حیث قال: «... فوجدته متقناً غایة الاتقان، ببیان رائق، واُسلوب فائق یدلّ على نضوج فی الفکر، وتوقّد فی القریحة، واعتدال فی السلیقة ...» فوجدته وافیاً لما هو مرادی، والحمد لله.

وأخیراً: ینبغی أن اُشیر إلى أنّ من توفیق الله تعالى عرض جمیع مباحث هذا التقریر ـ حرفاً بحرف، وسطراً بسطر، من البدو إلى الختم ـ على الاُستاذ (دام ظلّه) وقراءتها له فی طیلة الدورة، ولذلک یشاهد بعض الاختلاف ـ منهجاً ومحتوى ـ بین مباحث الکتاب وما أفاده (دام ظلّه) فی مجلس المحاضرة، فقد یتبدّل نظره الشریف حین القراءة على مستوى المنهج أو المحتوى، أو یخطر ببالی القاصر إشکال أو إضافة نکتة أو رأی، أو حذفهما، فیقابلنی الاُستاذ غالباً ـ مع انشراح صدر وکرامة بالغة ـ بالتأیید أو إیراده تحت عنوان: «إن قلت» ثمّ الجواب عنه، أو ـ على الأقلّ ـ بإشارة إلیه تحت عنوان «اللهمّ إلاّ أن یقال» أو «فتأمّل» ونظیرهما.

فلیکن الإخوان الکرام الذین کانوا یحضرون درس الاُستاذ (دام ظلّه) على ذکر من هذا.

وختاماً: أهدى هذا الجهد المتواضع إلى کلّ من له علیّ حقّ التعلیم أو الهدایة، سواء من علّمنی فی عنفوان شبابی المفاهیم الدینیّة وولایة أهل بیت العصمة، سیّما معرفة ذلک العزیز المستور الغائب عن الأبصار، الحاضر فی القلوب والأفکار (عج) فسقانی شراب محبّته، وأنفذ فی قلبی شوق خدمته، فهیّأ لی قبل الورود إلى الحوزة العملیّة، الظروف الروحیّة والفکریّة للدخول فیها.

أم کان من الأساتذة الکرام الذین صقلوا شخصیتی الخُلقیّة والعملیّة، فوطّأوا لی ظروف هذا التقریر ومقوّماته.

فأسأل العزیز القادر المتعال أن یعطیهم خیر الدنیا والآخرة، ویجعل حیاتهم زاخرة بالعطاء مثمرة بالخیر ومحیی للدین، ویهب لهم مرافقة الأنبیاء عند ملیک مقتدر.

وأسأله أن یتقبّله منّی بقبول حسن، ویجعله ذُخراً خالصاً لآخرتی، فانّه بادىء برّی وتربیتی، وخیر ناصر ومعین، وله الحمد فی کلّ حین.

أحمد القدسی

قم المقدّسة ـ رمضان 1414 هجریة ـ اسفند 1372 شمسیة

      المدخل

علم الاُصول کما ینبغی


1. سورة فاطر: الآیة34.

 

کلمة المقرّر(1) تاریخ علم الاُصول وتطوّره فی سطور:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma