بما أنّ مدار النجوم یحضى بأهمیّة بالغة، فإنّ الله تعالى أقسم بمدار هذه النجوم «مواقع النجوم».
إنّ النجوم التی ترى بالعین المجرّدة تبلغ 5000 نجمة، ولکن ما یوجد منها فی مجرتنا وهی مجرة درب التبانة، والتی ترى بالاستعانة بالتلکسوبات والمراصد تبلغ 200 ملیارد نجمة، بحیث إنّ شمسنا المنیرة مع کل عظمتها تعتبر نجمة متوسطة من هذه النجوم، وجمیع هذه النجوم تتحرک منذ ملایین السنین فی مدارات خاصّة، ولم تنحرف عن مسیرها ومدارها الخاص، الواقع أنّ خالق السماوات والنجوم یدبّر کل هذه الأمور وحرکات المجرات والنجوم بقدرته وعلمه بحیث إنّ جمیع هذه النجوم تتحرک وتسیر وفق نظام دقیق ومدروس، والحقیقة أنّ هذا القسم إنّما یدرک عظمته الأشخاص الذین یتوفرون على إلمام واطلاع کاف بحرکات هذه النجوم ومداراتها.
وأحد هذه النجوم والکواکب، کرتنا الأرضیة، بحیث إننا لو نظرنا إلیها من کوکب آخر لرأیناها کالنجمة فی السماء وهذا الکوکب یتحرک منذ مئات الملایین من السنین فی مداره الخاص وعلى نسبة ومسافة معینة ومحددة من سائر الکواکب ومنها الشمس دون زیادة ونقیصة، والأرض بسبب هذه الحرکة الدائریة حفظت التعادل بین قوة الجاذبیة والقوّة الطاردة فی فاصلتها المحددة عن الشمس، فلا تخرج عن مدارها خارج المنظومة الشمسیة ولا تنجذب للشمس بل تتحرک بشکل منظم فی مدارها الخاص. أجل، فهذه الأقسام إنّما یدرک عظمتها وقیمتها العالمون بهذه الحقائق.