السؤال عن النعم

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأقسام القرآنیة
السؤال عن أعمال الإنسان السؤال عن النعیم فی الروایات:


إنّ دائرة السؤال فی ذلک الیوم تتسع لمساحة کبیرة ولا تختص بأعمال الإنسان وسلوکیاته، بل یسأل عن النعم التی وضعها الله تعالى تحت اختیاره فی الدنیا، ونقرأ هذا المعنى فی الآیة 36 من سورة الاسراء:
(وَلاَ تَقْفُ مَا لَیْسَ لَکَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ کُلُّ أُوْلَئِکَ کَانَ عَنْهُ مَسْئُولا).
أجل! یسأل الإنسان عن نعمة السمع والبصر والعقل والشعور وکیفیة استفادة الإنسان منها واستخدامها فی حرکة الحیاة.
ونقرأ فی الآیة 8 من سورة التکاثر أنّ السؤال عن النعیم بشکل واسع ومطلق:
(ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذ عَنْ النَّعِیمِ).
إنّ کلمة «نعیم» المحلى بالألف واللام، جمع «نعمة» وهذه الکلمة بهذه الهیئة تدلّ على العموم وعلیه فإنّ مورد السؤال غیر ناظر لنعمة خاصّة أو نعیم خاص، بل إنّ الله تعالى یسأل الإنسان عن جمیع النعم والمواهب التی وهبه إیّاها فی إیّام الدنیا.
وذهب بعض المفسّرین إلى أنّ النعیم بمعنى «الصحة» و«الأمن».
وذهب آخرون إلى تفسیر هذه الکلمة بـ «الصحة» و«الفراغ»، ونعلم أنّ الفراغ غیر الصحة والسلامة، لأنّه من الممکن أن یکون الشخص سالماً ولکنّه غارق فی دوامة من المشاکل الاُسریة والاجتماعیة والمهنیة، بحیث لا یذوق طعم النوم المریح، أمّا من کان بعیداً عن هذه المشاکل والابتلاءات فإنّه یشعر بنعمة الفراغ، أی الفراغ من المشاکل.
وفئة ثالثة ترى أنّ المقصود من النعیم: «نعمة السلامة والأمن».
وذهب بعض آخر فی تفسیر هذه الکلمة «بنعمة الولایة». وروی أنّ أبا حنیفة سأل الإمام جعفر بن محمّد الصادق(علیه السلام) عن تفسیر هذه الآیة قال الإمام: «ما النعیم عندک یا نعمان» قال: القوت من الطعام والماء البارد، فقال(علیه السلام)«لئن أوقفک الله یوم القیامة بین یدیه حتى یسألک عن کلّ أکلة أکلتها وشربة شربتها لیطولن وقوفک بین یدیه».
قال أبو حنیفة: فما النعیم جعلت فداک؟
قال الامام(علیه السلام): «نحن أهل البیت النعیم الذی أنعم الله بنا على العباد وبنا ائتلفوا بعد أن کانوا مختلفین وبنا ألّف الله بین قلوبهم وجعلهم إخواناً بعد أن کانوا أعداء وبنا هداهم الله للإسلام وهی النعمة التی لا تنقطع والله سائلهم عن حقّ النعیم الذی أنعم الله به علیهم وهو النّبی وعترته»(1).
وفی ذلک الیوم یسأل الإنسان عن ولایة أهل البیت(علیهم السلام) وطبعاً لیس المقصود بذلک الولایة اللسانیة ولا الولایة بالدعاء والتوسل، فهذه الأمور وإن کانت جیدة ولکنها غیر کافیة، بل الولایة التی تعکس آثارها على أعمال وسلوکیات الإنسان، وتصبغ هذا الإنسان بلون أهل البیت(علیهم السلام)«فَیَکُونُ جَمیعُ أَعْمالِهِ بِدَلالَتِهِ إِلَیْهِ»(2) أجل! فهناک یسأل الإنسان عن الولایة التی تفرز معطیاتها فی واقع الإنسان وأعماله وکلماته، مثلاً إذا تحرکنا طیلة الیوم بشکل تکون أعمالنا وأفعالنا فی ذلک الیوم مطابقة لتعالیم الإسلام ولأوامر الله تعالى ورسوله(صلى الله علیه وآله) والأئمّة المعصومین(علیهم السلام)، فنحن من أتباع أهل البیت(علیهم السلام)ونملک نعیم الولایة.
الخلاصة، هناک تفاسیر مختلفة لکلمة النعیم ولکنّها جمیعاً من قبیل التفسیر بالمصداق، ولا تحدد مفهوم الآیة بذلک المعنى فقط ولا تنقض عمومیتها وشمولیتها.
وحتّى التفسیر الوارد فی کلام الإمام الصادق(علیه السلام) فهو من قبیل التفسیر بالمصداق، غایة الأمر أنّه المصداق الأتم والأکمل فإنّ المخالفین نسوا هذه النعمة وأعرضوا عنها، ولذلک فالإمام الصادق(علیه السلام) یشیر إلى هذه الحقیقة الحاسمة والمصداق البارز للنعیم، وإلاّ فالنعیم لا ینحصر بهذا المصداق.
 


(1). مجمع البیان، ج10، ص535; التفسیر الأمثل، ذیل الآیة المذکورة نقلاً عن بحار الأنوار، ج7، ص258.
(2) . بحار الأنوار، ج 65، ص 333 .

 

السؤال عن أعمال الإنسان السؤال عن النعیم فی الروایات:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma