التفسیر الأوّل: الملائکة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأقسام القرآنیة
التفاسیر الثلاثة للأقسام الثلاثة التفسیر الثانی: المجاهدون المسلمون


وهذا التفسیر هو قول أکثر المفسرین، ففی هذه الآیات أقسم الله تعالى بثلاث طوائف مختلفة من الملائکة:
1. الملائکة الذین یقفون صفاً طویلاً وفی صفوف منظمة استعداداً لأداء التکالیف الإلهیّة، لأنّ الله تعالى خلق عدداً کبیراً من الملائکة وینقسمون إلى طوائف متعددة، کل طائفة منها تتولى مهمّة خاصّة فی إدارة عالم الوجود.
سؤال: ألیس الله تعالى إذا أراد شیئاً أن یقول له کن فیکون، کما تصرح به الآیات الشریفة: (إِذَا أَرَادَ شَیْئاً أَنْ یَقُولَ لَهُ کُنْ فَیَکُونُ)(1) إذن فما الحاجة لأنواع الملائکة الذین یأخذون على عاتقهم تدبیر الأمور؟
الجواب: إنّ أی عمل مهما عظم فإنّه بالنسبة لقدرة الله تعالى لا یساوی شیئاً، فالله تعالى کل شیء أمامه سهل یسیر، ولکن ومن أجل إفهامنا بعظمته وکبریائه، فإنّه خلق عالم الأسباب فلا یقع حادث إلاّ من خلال آلیة هذه الأسباب، فالله تعالى یستطیع أن یجعل من النطفة جنیناً کاملاً فور دخولها رحم الاُم ویولد هذا الجنین بلحظات، ولکنّه تعالى اختار لتکوین هذا الجنین مراحل مختلفة وتدریجیة، لیکشف للإنسان عن عظمة الخلقة ولیتعرف الإنسان على کیفیة ولادة الطفل ویذعن لعظمة الخالق جلّ وعلا، ومن هذا المنطلق خلق الله تعالى أعداداً هائلة من الملائکة لیتفرغ بعضهم لعبادة الله، فقد ورد أنّ بعض هؤلاء الملائکة منذ خلقهم إلى یوم القیامة یعیشون حالة السجود فقط، فجمیع هذه المدّة الطویلة یقضونها بسجدة واحدة، وبعضهم یعیشون حالة الرکوع طیلة عمرهم منذ أول الخلقة إلى النهایة، والخلاصة أنّ بعض الملائکة یتعاطون العبادة بأشکال مختلفة کیما یفهم الإنسان هذه الحقیقة ولا یغتر بعبادته وصلاته الناقصة والمحدودة، ولا یتصور أنّ الله تعالى یحتاج لعبادته، فإنّ الله تعالى لا یحتاج لعبادة الملائکة، فبطریق أولى لا یحتاج لعبادة البشر، ولکن العبادة من أجل تربیة الإنسان وتحریکه فی خط العبودیة والطاعة، وبعض آخر من الملائکة هم «المدبرات» وهم الذین یقومون بتدبیر عالم الخلقة، وطائفة ثالثة هم المأمورون بإبلاغ الوحی الإلهی للأنبیاء والمرسلین، وطائفة أخرى یقفون صفاً على استعداد للقیام بتنفیذ الأوامر الإلهیّة.
أجل، فإنّ الملائکة المأمورین بالوقوف صفاً انتظاراً لامتثال الأمر الإلهی وتنفیذه، یستحقون أن یقسم الله تعالى بهم.
2. الملائکة التی تمنع الإنسان من الوقوع فی وادی الخطیئة والانزلاق فی متاهات الضلالة، فهؤلاء یحفظون الإنسان ویراقبونه فی أفعاله وسلوکیاته، وقد یستوحى من آیات القرآن الکریم وجود ملائکة کثیرین یتولون مراقبة المؤمنین والصالحین ویحفظونهم من حالات الجنوح والسقوط فی مهاوی الخطیئة، وهذا الموضوع قد یکون مهمّاً فی حالات تعرض الإنسان لوساوس الشیطان، أی أنّ الله تعالى کما أنّه قضى على هذا الإنسان أن یتعرض لوساوس الشیطان، فإنّه من جهة أخرى وهب له من یحفظه من هذه الوساوس وهم الملائکة فیما تلهمه من أفکار خیرة ودوافع صالحة، والملفت أنّ موارد استعمال الملائکة فی القرآن الکریم تساوی فی عددها استعمال کلمة شیطان، وهذه الملاحظة تشیر إلى أنّ الآیات الکریمة تخضع لحسابات دقیقة ورموز عمیقة، وبالإمکان الکشف عن حقائق جدیدة من خلال استخدام عنصر الإحصاء والحساب واستخدام الأرقام والأعداد والتوغل فی مضامین هذه الآیات الشریفة، ونکتفی هنا بالإشارة إلى بعض الآیات التی تدلّ على مهمّة الملائکة فی حفظ وتأیید وتقویة المؤمنین فی حرکة الحیاة.
الف) یقول تعالى فی الآیة 30 من سورة فصّلت:
(إِنَّ الَّذِینَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَیْهِمُ الْمَلاَئِکَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِی کُنْتُمْ تُوعَدُونَ).
أجل، فإنّ الملائکة تنزل على المؤمنین الذین یتحرکون فی خط الاستقامة والثبات والمسؤولیة ویمدون لهم ید العون والتدبیر، فالمؤمنون وإن کانوا لا یرون الملائکة ولکنّهم یدرکون مسألة التسدید الإلهی الغیبی، وهذه الآیة الشریفة تدلّ على أنّ مجموعة من الملائکة مأمورون بتأیید ونصرة المؤمنین الذین یملکون خصلتین: الأولى: أنّهم یؤمنون بوعد الله تعالى فی نصرتهم، والأخرى أنّهم یتحرکون فی خط الاستقامة والمسؤولیة ونشر الرسالة الإلهیّة .
ب) ونقرأ فی الآیة 5 من سورة الشورى:
(وَالْمَلاَئِکَةُ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَیَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِی الاَْرْضِ أَلاَ إِنَّ اللهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ).
وأحد افتخارات المؤمنین أنّ الملائکة یستغفرون لهم، فطبقاً للآیة المذکورة فإنّ تسدید الملائکة ومعونتهم للمؤمنین من خلال الاستغفار لهم یشمل حال المؤمنین، بمعنى أنّ الملائکة باستغفارهم للمؤمنین یدرؤون العذاب عن هؤلاء الأفراد.
ج) وترسم الآیة 11 من سورة الرعد صورة رائعة للملائکة الذین یقفون صفوفاً بین یدی الإنسان المؤمن:
(لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ یَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ).
فهؤلاء الملائکة مأمورون بالمحافظة المستمرة على الإنسان فیما یواجهه من أخطار وتحدیات، کما أنّ الأطفال الصغار والرضع یواجهون فی حالات الفطم عن اللبن أخطاراً متعددة تهدد صحتهم وسلامتهم، فکیف بإمکانهم العبور من هذه المآزق والصعوبات بسلامة؟ فلولا قوى الغیب التی تتکفّل مراقبة هؤلاء الأفراد والمحافظة علیهم فإنّه قلّما ینجو الإنسان بنفسه من هذه الأخطار المختلفة.
والخلاصة أنّ الملائکة یتولون مهمّة المحافظة على أفراد البشر ودفع الأخطار والبلایا عن المؤمنین، وقد أقسم الله تعالى بهذه الطائفة من الملائکة.
3. الملائکة الحاملون للوحی، والذین یبلغون رسالة الله للأنبیاء الإلهیین، ویعیشون دوماً حالة الذکر والتسبیح والعبادة.
النتیجة، طبقاً للتفسیر الأول یکون المراد من «الصافات» و «الزاجرات» و«التالیات» ثلاث طوائف من الملائکة، کل طائفة تتولى مهمّة خاصة، وبسبب أهمیّة المسؤولیة الملقاة على عاتقهم فإنّ الله تعالى أقسم بهذه الطوائف الثلاث من الملائکة.
 


(1) . ورد مضمون هذه الآیة فی آیات متعددة ولکن الآیة المذکورة هی الآیة 82 من سورة یس.

 

التفاسیر الثلاثة للأقسام الثلاثة التفسیر الثانی: المجاهدون المسلمون
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma