2. العمل الصالح

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأقسام القرآنیة
1. الإیمان 3. التواصی بالحقّ


2. العمل الصالح
الأمر الثانی من الأمور الأربعة التی وردت التوصیة بها فی هذه السورة والتی من شأنها إنقاذ الإنسان من السقوط فی وادی الخسران وفی متاهات الضلالة، العمل الصالح الذی یعتبر ثمرة من ثمار شجرة الإیمان، فما هو العمل الصالح؟ وما هی مساحته وامتداداته فی واقع الحیاة والإنسان؟
إنّ العمل الصالح الذی ورد فی المفاهیم القرآنیة یستوعب مساحات واسعة ویشمل کل عمل حسن یأتی به الإنسان فی سبیل الله، وعلى ضوء ذلک فإنّ العبادة والزیارة ومساعدة المحرومین، بناء مستوصف أو مستشفى، إحداث طریق، إنشاء مدارس ومؤسسات خیریة، المساهمة فی تزویج بنات الفقراء، مساعدة الشبّان لتوفیر وسائل الزواج ومستلزمات المعیشة، الإعانة المالیة للمرضى المعسرین، الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر، إرشاد الجاهل، تنبیه الغافل وما إلى ذلک من الأعمال الصالحة والخیرة کلها تعتبر من مصادیق العمل الصالح وحتى لو أزاح الإنسان حجراً من طریق الناس ودفعه بقدمه إلى جانب الطریق لئلا یعثر به الإنسان، فسوف یکتب له عمل صالح(1).
* * *
الکمیّة أم الکیفیّة؟
إنّ المهم بالإتیان بالعمل الصالح أن یکون بقصد القربة ونیل رضا الله تعالى، فإنّ العمل الصالح مهما کان صغیراً فإنّه ذو قیمة واعتبار إذا کان بنیّة خالصة وربّما یترتب علیه آثار مهمّة ونتائج کبیرة، ونرى فی التاریخ بعض الأعمال الصالحة والصغیرة ولکنّها کانت منشأ برکات کبیرة ونتائج مهمّة، وعلى سبیل المثال نستعرض هنا قصّة موسى(علیه السلام) وبنات النبی شعیب(علیه السلام):
کان موسى(علیه السلام) فی عنفوان شبابه قد أقدم ودفاعاً عن أحد المظلومین على قتل أحد أزلام فرعون الظالم، فقامت الأجهزة الأمنیة فی حکومة فرعون بالبحث عن القاتل فوصل الخبر إلى موسى(علیه السلام) فاضطر للخروج من مصر مخافة على نفسه من القتل، واتجه صوب مدین ولم یکن معه ماء ولا غذاء ولا مرکب فی مسیرته الشاقّة والطویلة وبعد عدّة أیّام وصل إلى مدین فجلس تحت ظلّ شجرة على مقربة من بوابة المدینة لیستریح من تعبه، فرآى بعض الرعاة یأتون إلى بئر فی ذلک المکان لیسقوا أغنامهم، وشاهد على مقربة من ذلک المکان مجموعة شیاه تقودها امرأتان وهما ینتظران أن یفرغ الرعاة من سقی أغنامهم حتى تصل النوبة إلیهما لیسقیا أغنامهما، وبما أنّ الرعاة کانوا من الرجال فلم یکونوا یسمحون لهاتین المرأتین فی سقی أغنامهما، فتقدم موسى إلیهما وسألهما عن حالهما، فقالتا: إنّنا فی کل یوم نأتی إلى هنا وننتظر إلى أن یفرغ الرجال الرعاة من سقی أغنامهم، ثم نأتى لنسقی أغنامنا، فتألم موسى من هذه المعاملة السیئة لهؤلاء الرعاة فتقدم إلیهم وصرخ بهم معترضاً فخافوا منه وفسحوا المجال لموسى لیسقی أغنام المرأتین ولکنهم لم یعینوا موسى فی عمله فاضطر موسى الجائع والعطشان لإخراج الماء بالدلو من البئر لوحده وسقى أغنام المرأتین، ففرحتا بذلک وتوجهتا بعد ذلک إلى دارهما، فتعجب النبی شعیب(علیه السلام) والد هاتین المرأتین من عودتهما بسرعة، فسأل عن سبب ذلک
فشرحت المرأتان ما وقع لهما، فقال لابنتیه: ینبغی علیکما دعوت هذا الشاب إلى بیتنا لنعطیه أجر ما عمله لنا، فتوجهت المرأتان إلى موسى وطلبتا منه المجیء إلى البیت، فلما جاء موسى والتقى بشعیب وسأله شعیب عن حاله وقصّته، فشرح له موسى قصّة فراره من مصر ولجوئه إلى مدین، فبعد أن استمع شعیب إلى قصّة موسى قال له: اطمئن فقد نجوت من القوم الظالمین، ففی مدین ستجد الأمن والاستقرار، ثم اقترح علیه الزواج من إحدى ابنتیه(2).
أجل! إنّ هذا العمل الصالح لموسى(علیه السلام) فی سقیه لأغنام شعیب أدى إلى نجاته وخلاصه من الغربة والخوف، وأصبح یملک حیاة جدیدة وله زوجة مؤمنة، والأهم من ذلک أنّه تتلمذ مدّة عشر سنوات عند أحد الأنبیاء العظام تمهیداً لاستلام الرسالة الإلهیّة وبعثه بالنبوة، وخلاصة الکلام إنّ العمل الصالح الذی قام به موسى بکل اخلاص وصفاء نیّة تسبب فی کل هذه النتائج والمعطیات الکبیرة التی غیّرت مجرى حیاته.
ومن هنا تتبیّن طبیعة الأمر الثانی من التوصیات الرباعیة التی تؤدی إلى نجاة الإنسان من الخسران، وهو العمل الصالح فیما یفرزه من آثار إیجابیة ونتائج حمیدة فی حرکة الحیاة والإنسان.
 


(1) . میزان الحکمة، باب 2227، ح 10384 .
(2) . إلى بقیّة القصّة فی سورة القصص، الآیة 27 وما بعدها.

 

1. الإیمان 3. التواصی بالحقّ
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma