البدعة فی القرآن الکریم

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأقسام القرآنیة
البدعة المشروعة وغیر المشروعة! وظیفة العلماء فی مقابل البدع


البدعة فی الأمور الدینیة تمثّل خطراً یهدد سلامة المنظومة العقائدیة والأحکام الشرعیة، ونستعرض هنا آیتین من القرآن الکریم من أجل التعرف أکثر على هذا الذنب الکبیر:
1. یقول تبارک وتعالى فی الآیة الشریفة 159 من سورة الأنعام:
(إِنَّ الَّذِینَ فَرَّقُوا دِینَهُمْ وَکَانُوا شِیَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِی شَىْء إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ ثُمَّ یُنَبِّئُهُمْ بِمَا کَانُوا یَفْعَلُونَ).
وقد ورد فی الحدیث النبوی الشریف أنّ رسول الله(صلى الله علیه وآله) قال فی تفسیر: (اَلَّذِینَ فَرَّقُوا دِینَهُمْ):
«هُمْ أَصْحابُ الْبِدَعِ وَأَصْحابُ الاَْهْواءِ، لَیْسَ لَهُمْ تَوْبَةٌ، أَنّـا مِنْهُمْ بَرىءٌ وَهُمْ مِنّی بُراءٌ»(1).
أجل! فالأشخاص الذین یتحرکون على مستوى تمزیق الدین وهدم أرکانه من خلال إثارة البدع فیه، هؤلاء یخلقون شقاً فی الدین ویتسببون فی إیجاد الاختلاف والتفرقة بین الناس، وکمثال على ذلک بدعة الشهادة الثالثة فی تشهد الصلاة فی باکستان، حیث ذهب البعض إلى جواز هذه البدعة، وخالف البعض الآخر هذا العمل، وتدریجیاً اشتد الخلاف بین الناس إلى أن وصل إلى حدّ التکفیر والاتهام بالخروج من الدین، وطبعاً فإنّ العلماء والفقهاء مستثنون من هذه القاعدة ولکنّ بعض العوام من الناس الذین هم مصداق الآیة الشریفة والحدیث النبوی یتحرکون فی خط الافراط والعناد لإدخال الشهادة الثالثة فی الصلاة تبعاً لأهوائهم، وبوحی من جهالتهم.
واللافت، طبقاً للحدیث النبوی المذکور فإنّ توبة مثل هؤلاء الأشخاص غیر مقبولة لأنّ التوبة لا تتحقق بقول أستغفر الله والندم القلبی فقط، بل یجب أن یتحرک التائب من موقع جبران أخطائه وذنوبه السابقة والعمل على إصلاحها.
والشخص الذی یخلق بدعة فی الدین ویدعو آلاف الأفراد للعمل بها، فکیف یمکنه جبران ما فات وإخبار هؤلاء الأشخاص بذلک حتى یغسل الذنب الذی ارتکبه، فضلاً عن أنّ بعض العوام إلى درجة من العناد والتمرد بحیث إنّهم حتى لو سمعوا اعتراف صاحب البدعة بخطئه وندمه، فإنّهم لا یقبلون منه.
والسبب فی الموقف المتشدد للإسلام من البدعة، أنّ البدعة تضرب أساس الدین وتستهدف قلبه وأصله، وعندما تزداد البدع فإنّ الدین نفسه یتعرض لخطر الاهتزاز والاضمحلال والتشویش.
2. ونقرأ فی الآیة الشریفة 144 من سورة الأنعام:
(فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ کَذِباً لِّیُضِلَّ النَّاسَ بِغَیْرِ عِلْم إِنَّ اللهَ لاَ یَهْدِى الْقَوْمَ الظَّالِمِینَ).
إنّ أصحاب البدع وبسبب هذا الذنب العظیم یظلمون أنفسهم من جهة، ویظلمون الآخرین بتحرکهم فی خط الضلالة والانحراف، وکذلک یظلمون الدین بما أدخلوا فیه ما لیس منه وبما عملوا على تشویش صورته وتحریف معالمه وتلویث أحکامه.
ومع الأخذ بالحسبان التعابیر الشدیدة فی الآیات القرآنیة تجاه البدعة، ینبغی أولاً: معرفة حدود البدعة وتمییزها من الإبداعات فی المجالات العرفیة.
وثانیاً: أن نجتنب البدعة المحرمة بشدّة.
سؤال: أحیاناً یثیر البعض هذا الإشکال، وهو أنّ مواکب العزاء وطریقة الشیعة فی إقامة المآتم على مصائب أهل البیت(علیهم السلام)من اللطم على الصدور وضرب السلاسل وأمثال ذلک، یعدّ بدعة وحراماً، ویجب اجتنابه، فلماذا یواصل الشیعة هذا العمل المحرم؟
الجواب: إنّ أصل إقامة مراسم العزاء وطبقاً للروایات الکثیرة جائز قطعاً(2)، ومن مصادیق الأمور العرفیة التی لا نسندها إلى الشارع المقدّس، ولا نقیمها على أساس أنّها من أحکام الشرع، وعلیه فنحن لم نرتکب البدعة بمعنى (إدخال ما لیس من الدین فی الدین). وطبعاً نحن نوصی الأعزاء المشترکین فی هذه الهیئات والمآتم أن یراعوا أصلین مهمین:
الأول: أن یکون هذا العزاء وإقامة مراسم المأتم بشکل لا یضرّ بأبدانهم.
والآخر: اجتناب کل ما من شأنه تعریض المذهب للوهن والاهتزاز فی نظر الأجانب، ومع رعایة هذین الأمرین فی إقامة مراسم العزاء والمأتم، فإنّ هذا السلوک لیس فقط لا یمثّل بدعة ولا إشکال فیه، بل هو من مصادیق تعظیم الشعائر الإلهیّة ویعدّ من أفضل القربات.
 


(1) . میزان الحکمة، باب 328، ح 1630 .
(2) . بحارالانوار، ج 44، ص 252و253 ; ج 43، ص 239; ج 45، ص 142; ج 36، ص 390و391.

 

البدعة المشروعة وغیر المشروعة! وظیفة العلماء فی مقابل البدع
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma