المحور الثانی: المقسم له

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأقسام القرآنیة
التفسیر الثالث التناسب بین العقوبة والجریمة


بعد ذکر الأقسام الخمسة یتحرک القرآن الکریم للحدیث عن العذاب الإلهی العظیم وأنّه حقیقة لا مجال للریب فیها، ونکتفی هنا بالاجابة عن سؤالین فی هذا المجال:
السؤال الأوّل: ما هو هدف الله تعالى من تعذیب المجرمین؟ فلو أنّ جمیع أفراد البشر فی العالم تحرکوا فی خط الکفر والشرک فإنّ ذلک لا یؤثر شیئاً فی عظمته وکبریائه، کما أنّهم لو عاشوا الإیمان واعتنقوا الإسلام بأجمعهم فإنّ ذلک لا یزید من عظمته وجلالته وکبریائه، فعندما لا یؤثر کفر الناس وإیمانهم شیئاً بالنسبة للذات المقدّسة، فلماذا یعاقب الله تعالى هؤلاء العصاة والمتمردین؟
الجواب: إنّ العقوبات الإلهیّة على ثلاثة أقسام:
أ) إنّ بعض هذه العقوبات ناشئة من خصوصیات أعمالنا وانعکاسات آثارها فی العالم الآخر، وبعبارة أخرى، إنّ هذه العقوبة بمثابة الأثر الوضعی للعمل، فالشاب الذی یتناول المخدرات لمدّة أسبوع مثلاً فإنّه یعتاد علیها ولا یستطیع بعد ذلک اجتنابها، فهذا الشاب قد ألحق الضرر بنفسه وأهدر عمره وشبابه بسبب هذه الأیّام المعدودة التی تناول فیها المخدرات، فهذا الاعتیاد وتلف العمر وضیاعه یعتبر من النتائج الحتمیة والآثار الوضعیة لعمل هذا الشخص، فلا یمکن اجتناب هذه النتیجة بعد أن تناول هذا السم المهلک بیده واختیاره، فالشخص الذی یقضی ساعة من عمره باللذة المحرمة ویشرب کأس الخمر مثلاً فإنّه وعلى أثر استمراره على هذا الذنب الکبیر فإنّ عمله هذا یؤدی إلى الإضرار بدماغه وکبده وقلبه ورئتیه، فهذه الأضرار البدنیة ناتجة عن ذلک العمل بشکل طبیعی ونتیجة عمله واختیاره، وعلى ضوء ذلک فإنّ أعمال الإنسان فی هذه الدنیا ستترک آثاراً ونتائج فی حیاته الأخرى وتظهر له یوم القیامة على شکل مثوبات أو عقوبات فی ذلک الیوم، کما یقول الشاعر:
إذا زرعت نبتة الورد فسوف تنفتح الأزهار وتغنی على أغصانها البلابل
وإذا زرعت الشوک فسوف تحصد شوکاً
فلو زرعت فی أرض قلبک شوکاً فأنت الذی تتألم من وخزه غداً
الخلاصة أنّ أعمالنا فی هذا الدنیا بمثابة البذر الذی یبذره الفلاح فی الحقل، فإذا کان ذلک البذر بذر الورد والریحان، فإنّ هذا الفلاح سیستنشق بعد أیّام العطور من هذه الورود الجمیلة، ویرى بعینه ألوانها الجمیلة، ویسمع بأذنه ألحان البلابل وهی تغرد فوق أغصانها، وأمّا إذا کان البذر بذر شوک، فعلیه أن یتوقع أن یصیبه شوکها وتتألم قدمه یوماً من وخزها.
ب) والبعض الآخر من العقوبات هی من قبیل تجسّم الأعمال، فأعمالنا وأقوالنا کلها لا تفنى ولا تنعدم فی هذه الدنیا بل ستظهر بشکل آخر فی یوم القیامة، مثلاً ستتجلى بشکل صدیق وحبیب مخلص لصاحبها فی القیامة ویکون هذا الصدیق الحبیب جلیسه فی الجنّة، واللطیف أنّ العلماء فی هذا العصر استطاعوا اعادة أصوات أصحاب الخزف المصرین الذین کانوا یعیشون قبل ثلاثة آلاف سنة وهم یتحدّثون عن صناعة الآنیة الخزفیة، وذلک عن طریق إیجاد أمواج خاصّة على الآنیة الخزفیة التی عثر علیها فی بقایا آثار الفراعنة، وثبت بذلک أنّه لا یفنى ولا ینعدم شیء حتى الأمواج الصوتیة، وبذلک نفهم أنّ بعض أنحاء العذاب الذی یطال المجرمین هو من قبیل تجسم الأعمال التی ارتکبوها فی هذه الدنیا.
ج) القسم الآخر من أنواع العذاب والعقوبات هی العقوبات العقدیة، کما أنّ مثل هذه العقوبات موجودة فی الدنیا، مثلاً القانون یقرّ أنّ عقوبة المهربین للمواد المخدرة هی الإعدام، وفی قوانین الإسلام نجد مثل هذه العقوبات، فجعل هذه العقوبات یعود إلى أفراد المجتمع أنفسهم بالنفع ویؤثر فی الحیلولة دون تکرار هذه المخالفات والجرائم، وبما أنّ الله تعالى هو الذی وضع هذه الأحکام الجزائیة ووعد مَن یرتکب مثل هذه المعاصی بالعذاب فی الآخرة، فإنّ الله لا یخلف وعده وسیعذب المجرمین على ما ارتکبوه من أعمال وجرائم، حتى لو لم یکن هناک أدنى حاجة لتعذیب هؤلاء، النتیجة أنّ أیّاً من أنحاء العقوبات الثلاث فی الآخرة لا تتصل بحاجة الذات المقدّسة لها.
 

التفسیر الثالث التناسب بین العقوبة والجریمة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma