بما أنّ القسم فی هذه الآیة الشریفة ورد بکلمة «ربّ»، لذا نرى من الضروری بیان بعض التفاصیل عن هذه الکلمة.
وقد ذکر المفسّرون أربعة تفاسیر لهذه الکلمة:
1. المالک; وطبقاً لهذا التفسیر فالمقصود من «ربّ الدار» مالک الدار، وربّ الإبل یعنی مالک الإبل(1).
النتیجة، أنّ أحد معانی الربّ هو المالک.
2. والمعنى الثانی لکلمة الربّ هو «المُصلح»، ولذلک عندما یدعو صاحب الدار رجلاً لإصلاح بیته وترمیمه، فیقال حینئذ للبنّاء ربّ البیت، أی من قام باعماره وإصلاحه.
3. «الصاحب» ولذلک یقال للراعی الذی یصاحب الأغنام فی عملیة الرعی ربّ الغنم.
4. «المربّی» الشخص الذی یربی الأطفال أو الکبار یسمى «ربّ المتعلمین» ویقال لمرضعة الطفل التی تهتم بتربیته والعنایة به «ربّة الطفل».
النتیجة، أنّ کلمة «ربّ» لها أربعة معان، وهذه المعانی الأربعة کلها یمکن أن تطلق على الله تعالى، لأنّه هو مالک عالم الوجود، وأیضاً هو المصلح له، وهو الذی یصاحبه فی وجوده، وکذلک یعمل على تربیة الکائنات وتنشئة المخلوقات فی هذا العالم.
وربّما تستخدم کلمة «ربّ» بشکل مطلق ویقصد منها الباری تعالى، کما أنّه من الممکن أن تکون هذه الکلمة مضافة لشیء آخر «ربّ العالمین» أو «ربّ الشهداء» وأمثال ذلک،وأمّا فی غیر الباری تعالى فلا تستعمل أبداً بشکل مطلق بل تستخدم بإضافة شیء معین، کما تقدّم بیانه فی الأمثلة المذکورة للمعانی الأربعة لهذه المفردة.