إنّ القسم بالجبل، القسم بالقرآن الکریم، القسم بالسماء، القسم بالبیت المعمور، القسم بیوم القیامة والبحر المسجور فیها، القسم بهذا المقدسات الخمسة التشریعیة والتکوینیة، لغرض التوکید على أنّ عذاب الله للمجرمین قطعی وحتمی، ولا یوجد أی مانع بإمکانه منع وقوع العذاب على هؤلاء، فطبعاً التوبة مانعة من العذاب، ولکنّها بإذن الله، والشفاعة بدورها تمنع العذاب ولکنّها بإذن الله، والخلاصة أنّ کل شیء لا یمکنه منع تحقق وتنجز العذاب الإلهی بدون إذنه، ولکن ما هی العلاقة بین الأقسام المذکورة وحتمیة تحقق وتنجز العذاب الإلهی؟
الجواب: إنّ العلاقة واضحة، لأنّ الله تعالى یقول: أیّها الإنسان! لقد خلقت کل شیء من أجلک، وسخرت السماوات بجمیع ما فیها من نجوم وکواکب، والبحار بجمیع ما فیها من أطعمة وبرکات اقتصادیة وعملیة وترفیهیة، وأنزلت علیک الکتاب السماوی وهو القرآن، وبیّنته لک بواسطة النبی الکریم، والخلاصة أننی قد جمعت لک جمیع أسباب السعادة والفلاح فی الدنیا والآخرة، وأتممت علیک الحجّة، ولکنّک بالرغم من ذلک اتجهت صوب الخطیئة واتبعت الدوافع الشریرة التی ساقتک نحو منزلقات الهاویة وقادتک بعیداً عن أجواء السعادة والنجاة، ولذلک لابدّ من وقوع عذابی علیک ولا شیء بإمکانه منع وقوع هذا العذاب الإلهی.