رأینا فیما تقدّم أنّ الله تعالى أقسم بجمیع التراث البشری المدوّن على امتداد التاریخ، ویشمل جمیع ما کتبه العلماء والمؤرخون فی جمیع القرون والأعصار، وأقسم بجمیع آلات الکتابة بأنّ نبی الإسلام(صلى الله علیه وآله) یمتاز بخلق عظیم وسیرة حسنة.
والآن ربّما یثیر البعض هذا السؤال، ما هی العلاقة بین القلم والخلق الحسن؟
الجواب: إذا کان القلم بأید أمینة ویسطر على الورق کلمات مفیدة وبنّاءة وینتج کتباً تعمل على ترشید عقول الناس والأخذ بأیدیهم إلى الفضیلة والأخلاق والقیم فی أجواء المجتمع البشری، فإنّ أخلاق الناس فی ذلک المجتمع وبسبب مطالعتهم لهذه الکتب، سیتحرکون فی خط الخیر والعمل الصالح والقیم الإنسانیة، وإذا کان القلم بید فاسدة فإنّه یکتب کتباً ضالة ویسطر کلمات فاسدة، ولا شک فی أنّه یؤدی بالتالی إلى إفساد أخلاق الناس وإثارة کوامن الحقد والأنانیة ویکرس الجهل والخرافة فی أذهان الناس وفی نفوسهم، وبعبارة أخرى فإنّ الخلق الحسن نتیجة للأقلام السلیمة، والرذائل الأخلاقیة تعتبر ثمرة للأقلام الفاسدة والمنحرفة.