الثمار المعنویة لتهذیب النفس

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأقسام القرآنیة
معطیات تهذیب النفس فی الدنیا آخر ملاحظة!


ومن جملة ثمرات تهذیب النفس فی هذه الدنیا، ازاحة الحجب أمام بصیرة الإنسان، بحیث یرى هذا المجاهد لنفسه الکثیر من الأمور التی لا یراها الناس العادیین، یقول العارف حافظ الشیرازی:
ـ تزال الحجب من عالم الملک إلى الملکوت.
ـ عمّن یتفرغ لخدمة کأس العالم.
ـ إن الطبیب ومسیح الشفاه هو العشق، ولکن.
ـ إذا لم یر المریض فکیف الدواء.
ومقصود حافظ من الکأس العالمی هو القرآن الکریم وأهل البیت(علیهم السلام)الذین إذا قدّم الإنسان خدماته لهم وخضع لتعلیماتهم وأعرض عن أهواء النفس وشهواتها فإنّ ذلک من شأنه ازاحة الحجب عن بصیرته وکشف أستار الغیب له.
ونقرأ فی التاریخ الکثیر من الأشخاص الذین وصلوا إلى مقامات عالیة بسبب مجاهدتهم أهواءَهم وتهذیبهم لأنفسهم، ونکتفی هنا بالإشارة إلى موارد من ذلک:
1. کان رسول الله(صلى الله علیه وآله) والمسلمون مشغولون بحفر الخندق فی أطراف المدینة، وانتظم المسلمون فی جماعات یحفرون بسرعة وجدّ لکی ینجزوا هذا الحصن
الدفاعی قبل وصول جیش الأعداء. وفجأةً ظهرت صخرة کبیرة بیضاء صلدة وسط الخندق عجز المسلمون عن کسرها أو تحریکها. فجاء «سلمان» إلى رسول الله(صلى الله علیه وآله)یعرض علیه الأمر. فنزل رسول الله(صلى الله علیه وآله) إلى الخندق وتناول المعوَل من سلمان وأنزل ضربة شدیدة بالصخرة، فانبعث منها الشرر، فصاح النبیّ (صلى الله علیه وآله)مکبّراً تکبیرة الإنتصار، فردّد المسلمون التکبیر وراح صوتهم یدوّی فی کلّ مکان. ومرّة أُخرى أنزل رسول الله(صلى الله علیه وآله) مِعوَله على الصخرة، فانبعث الشرر وکسرت قطعة منها، وارتفع صوت تکبیر الإنتصار من النبیّ(صلى الله علیه وآله)والمسلمین بعده. وللمرّة الثالثة ارتفع مِعوَل النبیّ(صلى الله علیه وآله) ونزل على الصخرة، وللمرّة الثالثة انبعث الشرر من الضربة وأضاء ما حولها، وتحطّمت الصخرة، وارتفع صوت التکبیر بین جنبات الخندق.
فقال سلمان : بأبی أنت وأُمّی یا رسول الله، لقد رأیت شیئاً ما رأیته منک قط. فالتفت رسول الله(صلى الله علیه وآله) إلى القوم وقال : رأیتم ما یقول سلمان ؟ قالوا : نعم یا رسول الله.
قال : ضربت ضربتی الأُولى فبرق الذی رأیتم فأضاءت لی منها قصور الحیرة ومدائن کسرى کأنّها أنیاب الکلاب، فأخبرنی جبرئیل أنّ أُمّتی ظاهرة علیها، ثمّ ضربت ضربتی الثانیة فبرق الذی رأیتم فأضاءت لی منها قصور الحمر من أرض الروم کأنّها أنیاب الکلاب، وأخبرنی جبرئیل أنّ أُمّتی ظاهرة علیها، ثمّ ضربت ضربتی الثالثة فبرق الذی رأیتم فأضاءت لی قصور صنعاء کأنّها أنیاب الکلاب، وأخبرنی جبرئیل أن أُمّتی ظاهرة علیها. فأبشروا، فاستبشر المسلمون وحمدوا الله. أمّا المنافقون فقد عبسوا وقالوا بلهجة المعترض : أمل باطل ووعد مستحیل ! هؤلاء یحفرون الخنادق خوفاً على أرواحهم من جیش صغیر یخشون مواجهته، ثمّ یحلمون بفتح أعظم دول العالم. وعندئذ نزلت الآیات المذکورة(1).
ولا غرابة أنّ النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) یرى هذه الأمور بعد أن أزاح حجب الطبیعة والمادة عن بصیرته، فکان المکان والزمان ینطویان أمامه ویرى ما خلف الزمان والمکان، أجل عندما تزول الحجب والاستار عن قلب الإنسان وبصره بسبب مخالفته للأهواء والشهوات فإنّ هذا المجاهد یرى عالم الملک والملکوت.
2. فی تفسیر الخطبة 189 من نهج البلاغة، أنّ الإمام علی(علیه السلام) قال:
«أَیُّهَا النّاسُ سَلُونی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونی فَلاَنَا بِطُرُقِ السَّمـاءِ أَعْلَمُ مِنّی بِطُرُقِ الاَْرْضِ». فی هذا السیاق ذکر کل من الشیعة(2) وأهل السنّة(3) فی مصادرهم الروائیة: عندما کان الإمام علی(علیه السلام) على المنبر قال له أحد الحاضرین: أین جبرائیل الآن؟ فتأمل الإمام علی(علیه السلام) قلیلاً وغرق فی تفکیر عمیق ثم قال: لقد سرت فی العوالم العلیا والسفلى ولم أر جبرائیل، أعتقد بأنّک أنت جبرائیل، فما کان من ذلک الشخص إلاّ أن أید الإمام(علیه السلام) وبعد ذلک اختفى من ذلک المجلس.
إنّ الإمام علیّاً(علیه السلام) وصل إلى هذا المقام السامی بحیث إنّه یسیر فی جمیع العوالم العلیا والسفلى کل ذلک بسبب مجاهدته لأهوائه وتهذیبه لنفسه.
سؤال: هل الإمام علی(علیه السلام) بحاجة لمجاهدة النفس؟
الجواب: نعم، فالإمام علی(علیه السلام) أیضاً کان یجاهد نفسه، وهو الذی یقول:
«وَإِنَّما هِیَ نَفْسی أَرُوضُها بِالتَّقْوى لِتَأْتِیَ آمِنَةً یَوْمَ الْخَوْفِ الاْکْبَرِ»(4).
 


(1) . التفسیر الأمثل، ذیل الآیة المذکورة .
(2) . بحار الأنوار، ج 39، ص 108 .
(3) . إحقاق الحق، ج 7، ص 621. فی العنوان المذکور، ورد هذا الحدیث عن محمد بن یوسف البلخی الشافعی، من علماء أهل السنّة. ویجدر هنا أن نشکر سماحة آیة الله العظمى المرعشی النجفی(رحمه الله) على حاشیته القیمة على کتاب إحقاق الحق وبذلک أحیا هذا الکتاب. ونسأل الله سبحانه لروحه الطاهرة الرحمة والمغفرة.
(4) . نهج البلاغة، الخطبة 45 .

 

معطیات تهذیب النفس فی الدنیا آخر ملاحظة!
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma