إنّ علماء الطبیعة قدّموا معلومات کثیرة ودقیقة عن هذا الکوکب السماوی، ونکتفی هنا بذکر بعض الموارد منها:
 
أ) حجم القمر
إنّ القمر أصغر من الکرة الأرضیة بخمسین مرّة، أی لو وضعنا خمسین قمراً وجمعناها ستکون بمقدار الکرة الأرضیة، وبما أنّ الشمس أکبر من الکرة الأرضیة بمقدار 000/2000/1 مرّة، فهذا یعنی أنّ مجموع 000/000/60 قمراً یساوی حجم الشمس.
 
ب) وزن القمر
إنّ وزن الأشیاء على القمر یساوی 61 وزنها على الکرة الأرضیة، بمعنى أنّ الإنسان لو کان یزن 60 کیلوغراماً على الکرة الأرضیة، فعندما یسافر إلى القمر یکون وزنه هناک 10 کیلوغرامات فقط، ولهذا ینبغی على رواد الفضاء المتوجهین إلى القمر إجراء تمرینات عملیة کثیرة للتعود على قلة الجاذبیة ولئلا یختل وزنهم ومشیهم، لأنّ الإنسان مع قلة الوزن لا یتمکن من السیطرة على توازنه.
 
ج) الحیاة فی القمر
إنّ القمر یخلو من أی أثر للحیاة، فلا ماء ولا هواء ولا کائنات حیة ولا توجد أیة علامة تشیر إلى إمکانیة الحیاة على سطح القمر، وطبعاً هذه هی الحالة الفعلیة للقمر، ولعله بمرور الزمان یمکن وجود کائنات حیة تعیش هناک بتوفّر ظروف المعیشة وعناصر الحیاة على القمر.
د) حرکة القمر
یدور القمر فی کل ثلاثین یوماً، مرّة واحدة حول الأرض، ویدور فی ذات الوقت مرّة واحدة حول نفسه، وإحدى نتائج هاتین الحرکتین أنّ الوجه المقابل للکرة الأرضیة من القمر ثابت دائماً، وبعبارة أخرى نحن لا نستطیع رؤیة الوجه الآخر للقمر، أی وراء النصف المواجه لنا.
 
هـ) المسافة بین الأرض والقمر
إنّ المسافة بیننا وبین القمر تبلغ 000/390 ألف کیلومتر، وهذه الفاصلة کبیرة نسبیاً لأنّ النور یتحرک فی کل ثانیة 000/300 کیلومتر، وعلیه فإنّ نور القمر یصل إلینا بمدّة ثانیة ونصف (بل أقل من ذلک).
 
و) اللیل والنهار فی القمر
إنّ اللیل والنهار فی القمر لیس مثل اللیل والنهار فی الکرة الأرضیة، بل إنّ نهاراً واحداً من أیّام القمر یعادل أسبوعین فی حساباتنا الأرضیة، وتستغرق اللیلة الواحدة أسبوعین أیضاً، وبعبارة أخرى إنّ یوماً کاملاً على القمر یعادل شهراً واحداً تقریباً على الکرة الأرضیة، ولهذا السبب فإنّ درجة الحرارة على القمر ترتفع فی عدّة أوقات فی وسط النهار وتصل إلى 300 درجة، بحیث إنّ کل شیء هناک یکون قابلاً للاشتعال، کما أنّ برودة الهواء فی النصف الثانی من القمر، أی النصف اللیلی، تکون شدیدة بارداً إلى درجة أنّ کل شیء یتجمد هناک، ولهذا فإنّ المسافرین إلى القمر ینبغی أن یحددوا وقت وصولهم إلى هناک فی مطلع شروق الشمس على القمر، لکی یکونوا فی أمان من ارتفاع درجات الحرارة فی وسط النهار، وهذه المسألة على غایة من الأهمیّة فی الرحلات الفضائیة إلى القمر حیث تستغرق الرحلة ثلاثة أیّام فی الفضاء، فینبغی تنظیم زمان الحرکة والانطلاق حتى یمکنهم الوصول إلى هناک فی بدایة شروق الشمس، فهل توصّل اللبشر إلى هذه الحقیقة من خلال التطور العلمی والتکنولوجی الدقیق، أم من خلال وجود نظام دقیق حاکم على عالم الوجود وعلى کواکب المنظومة الشمسیة بحیث أتاح للإنسان القدرة على تنظیم حساباته بشکل دقیق وفقاً لها؟ والحکم إلیکم.