لقد اهتم الإسلام اهتماماً خاصّاً بالرزق الحلال، وأکّد للمسلمین على ضرورة الکسب الحلال ونهى عن أکل لقمة الحرام، فنحن نعتقد بأنّ الکسب بآلیات غیر مشروعة وأسالیب محرمة لیس فقط لا یزید من رزق الإنسان بل من شأنه أن یوقع الإنسان فی زاویة الفقر والمسکنة، ولا یستطیع هذا الشخص أن یکسب بآلیات الحرام سوى ما قدّر الله له من الرزق الحلال.
«دخل علی(علیه السلام) المسجد وقال لرجل: أمسک علیّ بغلتی، فخلع لجامها وذهب به، فخرج علی(علیه السلام) بعد ما قضى صلاته وبیده درهمان لیدفعهما إلیه مکافأة له، فوجد بغلته عطلاً،فدفع إلى غلامه الدرهمین لیشتری بهما لجاماً، فرأى الغلام اللجام المسروق فی السوق، قد باعه الرجل بدرهمین، فأخذه بالدرهمین وعاد إلى مولاه، فقال علی(علیه السلام):
«إنّ العَبدَ لَیحرُم نَفسَهُ الرّزقَ الحلال بتَرکِ الصّبر، ولا یزداد على ما قدّر له»(1).
ینبغی اجتناب الطعام الحرام لأنّه یفضی بالإنسان إلى أن یعیش حیاة تعیسة ومظلمة ویمنع استجابة الدعاء کما ورد ذلک فی الروایات الشریفة(2).
إنّ الغفلة عن الآثار السلبیة للقمة الحرام توقع الإنسان فی دوامة من المشاکل والعواقب الوخیمة، وأحیاناً یکون نتاج هذه اللقمة الحرام ولداً فاسداً لأبوین صالحین، فبعد الفحص والبحث یتبیّن أنّ هذا الأب الطیب والصالح قد غفل لحظة فی أحد الأیّام ودخل المال الحرام إلى أمواله واختلط بها، وقد اشترى بذلک المال طعاماً وتناوله فکانت نطفة هذا الولد من تلک اللقمة الحرام، وتکون عاقبة هذا الابن أن یصبح لصاً وسارقاً أو مدمناً على المخدرات، أو خارجاً عن الدین وأمثال ذلک.
إذا أردنا الحیاة السعیدة وإذا أردنا الحیاة فی ظلّ السلامة والأمن فی الدنیا والآخرة، وإذا أردنا أن تکون عاقبتنا حسنة، فیجب علینا السعی لطلب الحلال، وإلاّ فإننا سوف لا نرى وجه السعادة ولا تنفتح أمامنا أبواب الخیر ولا نعیش الطهر والنقاء فی حیاتنا، ولا تکون عاقبتنا إلى خیر، ولا نوفق للعبادة الخالصة والدعاء المستجاب.
 

(1) . میزان الحکمة، باب 1501، ح 7228 .
(3) . المصدر السابق، ج 3، باب 1197، ح 5598.