تفاسیر أخرى للفجر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأقسام القرآنیة
التفسیر الثانی: تفسیر أشمل وأوسع المقسم له


تقدّم فی ما سبق تفسیران للأقسام الخمسة من سورة الفجر، ولکن مضافاً إلى هذین التفسیرین فثمّة تفاسیر أخرى فی خصوص کلمة «الفجر»، وسنشیر إلى اثنین منها أیضاً، ولکن قبل ذلک من المناسب التطرق إلى معنى کلمة «الفجر» فی اللغة:
«فجر» فی اللغة بمعنى الشق الواسع، والانفجار یطلق على ما یُحدث شقاً واسعاً فی مکان وقوع الانفجار، ومن هذه الجهة أیضاً یقال للذنوب «فجور» لأنّها تشق ستار التقوى، بما أنّ اللیل بمثابة الستار الأسود المظلم المهیمن على فضاء الدنیا، فإنّ طلوع الخیوط الاُولى لنور الصبح یؤدی إلى شق هذا الستار المظلم ویبشر بطلوع النهار، ومن هنا قیل لهذا النور الأولی «فجر».
وکذلک فإنّ مطلع الصبح یتضمن فجرین فی الاُفق، أحدهما الفجر الکاذب، والآخر الفجر الصادق، أمّا الفجر الکاذب فیستمر لمدّة ربع ساعة تقریباً قُبیل ظهور الفجر الصادق فی الاُفق، هذا الفجر یظهر بشکل ضیاء خفیف فی الاُفق فیما یشبه ذیل الثعلب ومتجه إلى أعلى السماء حیث یتسع تدریجیاً، ویزول بسرعة من الاُفق ویحلّ محله ظلام اللیل، ولهذا اُطلق علیه: الفجر الکاذب، وبعد زوال الفجر الکاذب یظهر فی الاُفق ضیاء خفیف لفجر آخر کالخیط الشفاف والرقیق من النور ویضیء الاُفق، وهذا الضیاء یتحرک تدریجیاً باتجاه الأعلى حتى یزیل سحب ظلمة اللیل بشکل کامل عن وجه السماء.
وقد ورد فی الروایات(1) تشبیه هذا الفجر بـ «نهر سورا»(2)، لشدّة صفائه وشفافیته. والفجر الصادق هو العلامة والمعیار لبدایة وقت الامساک فی الصوم، وکذلک بدایة وقت صلاة الصبح.
ومع هذه الملاحظات فی مفردة «فجر»، نستعرض الآن التفسیرین الآخرین فی ما یتصل بهذه الکلمة:
1. بعثة النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله): فالفجر فی هذه الآیة مورد البحث تعنی ظهور النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله). لأنّ مرحلة الجاهلیة قبل البعثة بمثابة الستار الظلمانی الذی کان یغطی المجتمع البشری، فجاءت بعثة النبی بثمابة النور الذی شق ستار هذه الظلمة وأشرقت به شمس الإسلام على ربوع العالم کافة، ولذلک أقسم الله تعالى بهذه الحادثة المهمّة.
یقول الإمام علی(علیه السلام) فی الخطبة 89 من نهج البلاغة، فی وصفه للأوضاع الاجتماعیة والثقافیة للناس فی زمن الجاهلیة، وفی إشارة إلى هذا الموضوع بالذات:
«أرْسَلَهُ عَلَى حِینِ فَتْرَة مِنَ الرُّسُلِ، وَطُولِ هَجْعَة مِنَ الاُْمَمِ، وَاعْتِزَام مِنَ الْفِتَنِ، وَانْتِشَار مِنَ الاُْمُورِ، وَتَلَظّ مِنَ الْحُرُوبِ، وَالدُّنْیَا کَاسِفَةُ النُّور، ظَاهِرَةُ الْغُرُورِ».
وعلى هذا الأساس فإنّ النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) شق برسالته السماویة حواجز الجهل وحجب الظلام الذی ساد آفاق العالم البشری فی الجاهلیة، ونقرأ فی زیارة وارث فیما یخصّ الإمام الحسین(علیه السلام):
«أَشْهَدُ اَنَّکَ کُنْتَ نُوراً فِی الاَْصْلابِ الشّامِخَةِ، وَالاَْرْحامِ الْمُطَهَّرَةِ، لَمْ تُنَجِّسْکَ الْجاهِلَیَّةُ بِاَنْجاسِها، وَلَمْ تُلْبِسْکَ مِنْ مُدْلَهِمّاتِ ثِیـابِهـا»(3).
النتیجة أنّ الجاهلیة قبل الإسلام کانت بمنزلة الستار المظلم والحجاب القاتم الذی شمل البشریة جمعاء، ولکنّ نور البعثة النبویة والرسالة السماویة شقّ هذا الحجاب ومزّق هذا الستار فأشرقت من خلاله شمس الإسلام على ربوع المجتمعات البشریة.
2. ظهور الإمام المهدی(علیه السلام): وذهب بعض المفسّرین إلى أنّ المقصود من الفجر فی هذه الآیة ما ینطبق على ظهور الإمام المهدی(علیه السلام) لأنّ الجاهلیة الحدیثة سوف تستولی على آفاق المجتمعات البشریة قُبیل ظهوره وتحوّل أجواء الدنیا والعالم إلى أجواء قاتمة وظلمانیة، ولکنّ ظهور الإمام المهدی(علیه السلام) سیکون الشرارة التی تمزق ظلام هذه الجاهلیة کما أنّ نور الصبح یشق ظلام اللیل ویعمل على دحره وإزاحته من فضاء المجتمع البشری.
ویذکر أصحاب هذا التفسیر قرینة على ذلک من خلال کلمة «الجاهلیة الاُولى» الواردة فی الآیة 33 من سورة الأحزاب، وأنّها شاهد على وجود جاهلیة أخرى، ستتحقق فی المستقبل، وهذه الجاهلیة ستسود آفاق البشریة قُبیل ظهور الإمام(علیه السلام).
وعلى هذا الأساس، فکما أنّ بعثة نبی الإسلام(صلى الله علیه وآله) شقت ستار الجاهلیة الاُولى وبزغت بذلک شمس الإسلام على العالم، فإنّ ظهور الإمام المهدی الحجة بن الحسن العسکری(علیه السلام) سیشق قلب الجاهلیة الحدیثة ویستولی ضیاء الشمس على جمیع آفاق المجتمع البشری ویزیح من طریقه جمیع أشکال الظلمة والظلم والجور الناشیء من افرازات تلک الجاهلیة.
النتیجة، توجد أربعة تفاسیر مختلفة لکلمة الفجر، وطبعاً لا منافاة بینها، وبالإمکان أن تکون کل هذه التفاسیر صحیحة ومقصودة للحق تعالى فی هذه الآیة الشریفة.


(1) . وسائل الشیعة، ج 3، الباب 27 من أبواب المواقیت، ح 2 و 6 .
(2) . یقع هذا النهر فی العراق.
(3) . مفاتیح نوین (بالفارسیة)، لسماحة آیة الله العظمى الشیخ مکارم الشیرازی، فی زیارة وارث .

 

التفسیر الثانی: تفسیر أشمل وأوسع المقسم له
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma