فلسفة أعمال الحج

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأقسام القرآنیة
3. التجمع السنوی 2. الغایة السیاسیة


إنّ الاجتماع السنوی العظیم للحج یختزن حِکم وغایات متعددة، ونشیر هنا إلى ثلاث منها:
 
1. الغایة الأخلاقیة
إذا أدى الحاج مناسک الحج بکیفیتها الواقعیة، فلا شک فی أنّه یعود إلى وطنه بعد الحج وهو یعیش النقاء فی قلبه والصفاء فی وجدانه وعمق الإیمان فی روحه، یقول النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) فی بیان هذه الحقیقة:
«مَنْ حَجَّ الْبَیْتَ... خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ کَیَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ»(1).
وذلک لأنّ هذا الإنسان عندما یشترک فی تلک المناسک الإلهیّة یجد نفسه فارغاً من زخارف الدنیا وقیودها ولا یجد فی نفسه رغبة ومیلاً لحطام الدنیا، مثلاً لا یستعمل العطر، أو لا یمشط شعره وحتى لا ینظر لنفسه بالمرآة.
ومنذ ظهر یوم التاسع إلى لیلة العاشر یقف فی صحراء عرفات (حیث لا یجب علیه شیء سوى البقاء فی هذا الموطن) ویفکر فیما مضى من حیاته وما عمله فی هذه المدّة من سیئات وما ارتکبه من ذنوب وخطایا ویتوب منها ویعزم على جبران ما فاته بالأعمال الصالحة فی المستقبل، ویفکر فی أمره وما یهدف إلى عمله فی المستقبل، فإنّه یسد بذلک نوافذ الشیطان ولا یبقی له طریقاً للتدخل فی شؤونه ونوایاه، ثم تحلّ لیلة العاشر فی المحشر الحرام التی تشبه صحراء المعشر، فیفکر بحقارة الدنیا وتفاهتها وکیف أنّ هذه الدنیا الحقیرة قد أسرته وقیدته بقیودها، فیشعر بالخجل من ذلک ویعزم على إصلاح الخلل وجبران القصور.
الحقیقة أنّ آثار ومعطیات الحج عظیمة وعجیبة، ولکن للأسف هناک ما یشغل الإنسان الحاج فی غیر هذا الشأن ویشکل له کابوساً ثقیلاً، وهو ما یسمى بـ «الهدایا» التی یشتریها الحاج إلى أهله وأرحامه فی وطنه، أو ینشغل بشراء البضائع التی یبیعها بسعر أعلى فی وطنه فمثل هذا الکابوس لا یکاد یفارق أذهان بعض الحجاج ویستولی على تفکیرهم، ولذلک یهتمون بالتوجه إلى المحلات التجاریة والأسواق المتنوعة لشراء ما لا یجدونه فی وطنهم وبلادهم، فیجب إصلاح هذا الخلل حتى لا یقضی هذا المرض المهلک على المکتسبات المعنویة والمعطیات الأخلاقیة للحج.
ویصف الإمام علی(علیه السلام)فی الخطبة القاصعة، الفلسفة الأخلاقیة للحج توصیفاً رائعاً ویبیّن عمق هذا البعد الأخلاقی فی هذه المناسک الإلهیّة بوصفها دواء لعلاج مرض الکبر والغرور فی نفس الإنسان، ویقول:
«ثُمَّ أَمَرَ آدَمَ عَلَیهِ السَّلاَمُ وَوَلَدَهُ أَنْ یَثْنُوا أَعْطَافَهُمْ نَحْوَهُ، فَصَارَ مَثَابَةً لِمُنْتَجَعِ أَسْفَارِهِمْ، وَغَایَةً لِمُلْقَى رِحَالِهِمْ. تَهْوِی إِلَیْهِ ثِمَارُ الاَْفْئِدَةِ مِنْ مَفَاوِزِ قِفَار سَحِیقَة وَمَهَاوِی فِجَاج عَمِیقَة، وَجَزَائِرِ بِحَار مُنْقَطِعَة، حتّى یَهُزُّوا مَنَاکِبَهُمْ ذُلُلاً یُهَلِّلُونَ لِلّهِ حَوْلَهُ. وَیَرْمُلُونَ عَلَى أَقْدَامِهِمْ شُعْثاً غُبْراً لَهُ. قَدْ نَبَذُوا السَّرَابِیلَ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ، وَشَوَّهُوا بِإِعْفَاءِ الشُّعُورِ مَحَاسِنَ خَلْقِهِمْ، ابْتِلاَءً عَظِیماً وَامْتِحَاناً شَدِیداً وَاخْتِبَاراً مُبِیناً. وَتَمْحِیصاً بَلِیغاً جَعَلَهُ اللّهُ سَبَباً لِرَحْمَتِهِ، وَوُصْلَةً إِلَى جَنَّتِهِ»(2).
 


(1) . عوالی اللئالی، ج 1، ص 426، ح 113 .
(2) . نهج البلاغة، الخطبة 192 .

 

3. التجمع السنوی 2. الغایة السیاسیة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma