لابدّ قبل الشروع بتفسیر هذه الآیة من إلقاء نظرة على عدّة آیات قبلها وبعدها وبیان المقصود منها بشکل إجمالی، ونبتدیء هذا البحث من الآیة 39:
(کَلاَّ إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِّمَّا یَعْلَمُونَ); حیث تشیر هذه الآیة إلى دلیل عقلی على إمکان المعاد وإحیاء الأموات مرّة أخرى.
وتوضیح ذلک: إنّ الله تعالى یقول: إنّ هؤلاء یعلمون من أی شیءخلقناهم؟ لقد خلقناهم من قطرة ماء آسن وعدیمة الأهمیّة، فما الفرق بین قطرة ماء أو ذرة تراب؟ فالله تعالى وهو القادر المطلق الذی یستطیع خلق الإنسان من قطرة ماء «نطفة» فلا شک فی أنّه قادر على أن یخلق الإنسان من ذرة تراب أیضاً،
وعلى ضوء ذلک فلماذا تشکون فی هذه المسألة وتأتون إلى النبی ومعکم عظام بالیة وتعملون على تفکیکها وتبدیلها إلى تراب وتذرونها فی الهواء ثم تسألون عن کیفیة إعادة هذا الإنسان إلى الحیاة مرّة ثانیة؟!
(فَلاَ أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ); طبقاً لهذه الآیة فإنّ الله تعالى أقسم بـ «ربّ المشارق والمغارب» أنّ الله تعالى قادر على إعادة خلق الإنسان مرّة أخرى.