سؤال: ما هو أهم الحقوق بعد حق الله تعالى ورسوله؟
الجواب: یقول الإمام علی(علیه السلام) فی تلک الخطبة 216 فی نهج البلاغة فی مقام الجواب عن هذا السؤال:
«وَأَعْظَمُ مَا افْتَرَضَ ـ سُبْحَانَهُ ـ مِنْ تِلْکَ الْحُقُوقِ حَقُّ الْوالی عَلَى الرَّعِیَّةِ وَحَقُّ الرَّعِیَّةِ عَلَى الْوالِی».
إنّ حقّ الحکومة الإسلامیة على الناس یتمثّل فی دعمهم وتأییدهم لها وبذل المعونة لها لحلّ المشاکل والأزمات التی تواجهها الحکومة فی واقع الحیاة وتدبیر الأمور، وأن یحضروا فی کل مورد تحتاج الحکومة إلى حضورهم فی المیدان، وحق الناس على الحکومة أن تحفظ لهم نفوسهم وأموالهم وأعراضهم وحیثیاتهم وأمنهم وتهییء لهم وسائل الرفاه الاجتماعی والاقتصادی وتوفر لهم مقومات التحصیل العلمی وفرص العمل، والمسکن وما إلى ذلک، وأن تقوم بشق الطرق وبناء المستشفیات وعمران المدن وسائر الأمور الأخرى التی یحتاج إلیها الناس فی واقع الحیاة الاجتماعیة.
 
حقوق المؤمنین:
ومن الحقوق المهمّة جدّاً والتی لها انعکاس واسع فی النصوص الشریفة، حقوق المؤمنین فیما بینهم، وقد ورد فی بعض الروایات ثلاثین حقّاً من هذه الحقوق(1).
وهنا نلفت القارىء العزیز إلى حدیث نبوی شریف یشیر إلى سبعة أنحاء من هذه الحقوق:
«لِلْمُؤْمِنِ عَلَى الْمُؤْمِنِ سَبْعَةُ حُقُوق واجِبَة مِنَ اللهِ عَزَّوَجَلَّ عَلَیْهِ: الاِْجْلالُ فِی عَیْنِهِ، وَالْوُدُّ لَهُ فِی صَدْرِهِ، وَالْمُواسـاتُ لَهُ فی مـالِهِ، وَأَنْ یُحَرِّمَ غَیْبَتَهُ، وَأَنْ یَعُودَهُ فِی مَرَضِهِ، وَأَنْ یُشَیَّعَ جِنـازَتَهُ، وَأَنْ لا یَقُولَ فِیهِ بَعْدَ مَوْتِهِ إِلاّ خَیْراً»(2).
الخلاصة، أنّ المؤمن یجب أن یهتم بأخیه المؤمن ویراعی حقوقه فی الظاهر والباطن، وفی حضوره وغیابه، وفی حقوقه المالیة وغیر المالیة وفی حیاته ومماته.

(1) . سفینة البحار، ج 1، ص 290 .
(2) . بحارالانوار، ج 71، ص 222.