نتائج البدعة وعواقبها!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأقسام القرآنیة
البدعة الخاصّة والعامّة مصدر البدعة


للبدعة نتائج سلبیة وعواقب وخیمة، ونحن نشیر هنا إلى جملة منها:
 
أ) تقاطع البدعة مع التوحید
إنّ أغلب الأعمال والسلوکیات الذمیمة والصفات القبیحة فی الإنسان ناشئة من نقصان أصل التوحید ومعرفة الله، وللتوحید فروع مختلفة:
توحید الذات، توحید الصفات، وتوحید الأفعال. وتوحید الأفعال بدوره یتفرع إلى فروع وأقسام متعددة من قبیل: توحید الحاکمیة، توحید المالکیّة، توحید الخالقیّة وأمثال ذلک. أمّا توحید الحاکمیّة التشریعیّة والتی هی أحد فروع التوحید الأفعالی، فالمقصود بها أنّ وضع الأحکام التشریعیة منحصر بالذات المقدّسة، ولا أحد غیر الله تعالى یحق له تشریع الأحکام، حتى النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)لیس له جعل الحکم إلاّ باذن الله، والإمام المعصوم أیضاً لا یحق له ذلک إلاّ باذن الله تعالى، وعلیه فجمیع الأحکام الشرعیة صادرة عن الله تعالى فهو الحاکم المطلق على عباده.
وضمن هذا المنحى فإنّ صاحب البدعة یبیح لنفسه جعل القانون والتشریع، ثم ینسبه إلى الله تعالى، وعمله هذا یتقاطع مع التوحید فی حاکمیة التشریع، ولا ینسجم مع هذا الأصل العقائدی.
 
ب) البدعة عامل الفرقة!
إذا قرأتم الکتب المؤلفة فی موضوع المذاهب الإسلامیة والمختلفة ومنها کتاب «الملل والنحل» للشهرستانی، فسوف ترون کثرة ما تفرع عن الإسلام من مذاهب وتیارات ومدارس، والسبب فی کل هذه الفرقة والاختلاف فی المذاهب، وبعضها لم تسمعوا بها لحدّ الآن هو ظهور البدع المختلفة فی الدین، وقد تقدّم الکلام فی هذا الموضوع فی شرحنا للحدیث النبوی الوارد فی ذیل الآیة 159 من سورة الأنعام.
 
ج) البدعة وفناء الدین
إذا تقرر أن تقوم کل جماعة وفرقة فی أی منطقة وضع الأحکام الدینیة طبقاً لأفکارها وأذواقها، وتنتقل هذه البدع من جیل إلى جیل فبعد عدّة أجیال ستتغیر معالم الدین کلیاً وتضمحل أصوله وتمسخ تعالیمه الحقیقیة من جراء هذه البدع، ولهذا یقول الإمام علی(علیه السلام): «مـا هَدَمَ الدّینَ مِثْلُ الْبِدَعِ»(1).
 
د) البدعة واتباع الأهواء
ویقول الإمام علی(علیه السلام) طبقاً للروایة الواردة فی کنز العمال:
«وَأَمّا أَهْلُ الْبِدْعَةِ فَالْمُخـالِفُونَ لاَِمْرِ اللهِ وَلِکِتـابِهِ وَلِرَسُولِهِ، الْعـامِلُونَ بِرَأْیِهِمْ وَأَهْوائِهِمْ وَإِنْ کَثُرُوا»(2).
فأهل البدع هؤلاء یعتقدون بأنّ فی الإسلام نقصاً وقصوراً عن تلبیة حاجات الناس وإیجاد الحلول لمشاکلهم وأنّ الأحکام الشرعیة قاصرة عن رفد الإنسان والمجتمع بالأحکام الشرعیة فی جمیع مناحی الحیاة، ولذلک یتحرکون من موقع جعل القوانین والأحکام والبدع المختلفة.
ومع الأسف أنّ أهل البدع فی عصرنا الحاضر وتبعاً لتسویلات أنفسهم وأهوائهم، قد خلقوا بدعاً کثیرة ومتنوعة، وأخیراً أخذوا یتلون القرآن مع أصوات الموسیقى التی لا تتناسب مع جو القرآن، وقد تحقق ما تنبأ به رسول الله(صلى الله علیه وآله)حیث قال: «أَنْ تَتَّخِذُوا الْقُرْآنَ مَزامیرَ»(3).
ونموذج آخر لهذه البدع ما یقوم به بعض المدّاحین الجهلاء من العوام، فنحن نکنّ احتراماً خاصّاً للمداحین المخلصین لأنّ الأئمّة المعصومین(علیهم السلام) کانوا یعاملونهم باحترام وتقدیر ویؤیدون عملهم ویشجعون علیه، ولکن للأسف فهناک جماعة نفذت فی أوساط هؤلاء المداحین کما هو الحال فی کل طائفة وفئة من
الناس، وقامت هذه العناصر الدخیلة بقراءة الأشعار والمراثی بألحان الأغانی المتحللة وغیر المناسبة، هؤلاء یسمعون هذه الألحان والأنغام الموسیقیة من الاذاعات الأجنبیة ویصبون المراثی فی قوالبها، وهذه البدعة الشائنة أدت إلى تحویل مجالس العزاء والمصیبة إلى مجالس طرب وفرح.
إنّ جمیع الناس یتحملون المسؤولیة فی مواجهة هذه البدع وأصحابها والتصدی لهم من موقع النهی عن المنکر، وطبعاً فإنّ وظیفة العلماء والفقهاء أشد.
 
هـ ) أعمال أهل البدع غیر مقبولة!
وجاء فی الحدیث الشریف المثیر عن رسول الله(صلى الله علیه وآله) أنّه قال:
«إِنَّ اللهَ لا یَقْبَلُ لِصـاحِبِ بِدْعَة صوماً وَلا صَلاةً وَلا صَدَقَةً وَلا حَجّاً وَلا عُمْرَةً وَلا جِهـاداً»(4).
لأنّ مثل هؤلاء الأشخاص یعملون على تلویث دین الله وتحریف أحکامه، ومن هنا فإنّ الله تعالى لایقبل أعمال وعبادات هؤلاء الأشخاص المخربین والملوثین لدینهم.
 


(1) . میزان الحکمة، باب 327، ح 1626 .
(2) . المصدر السابق، باب 329، ح 1632 .
(3) . وسائل الشیعة، ج 12، ص 229 .
(4) . میزان الحکمة، باب 332، ح 1645.

 

البدعة الخاصّة والعامّة مصدر البدعة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma