المشرق والمغرب فی القرآن

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأقسام القرآنیة
شرح وتفسیر: آثار الإیمان بالمعاد


وقد وردت فی القرآن الکریم ثلاث عبارات للمشرق والمغرب:
1. بصیغة الجمع من قبیل ما ورد فی الآیة محل البحث.
2. بصیغة التثنیة من قبیل ما ورد فی الآیة 17 من سورة الرحمن: (رَبُّ الْمَشْرِقَیْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَیْنِ).
3. بصیغة المفرد من قبیل ما ورد فی الآیة الشریفة 115 من سورة البقرة: (وَللهِِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ).
والسؤال الذی یفرض نفسه فی هذا الموضوع: هل هذه التعابیر متناقضة فیما بینها، أم هناک غایة خاصّة فی هذا الاختلاف فی التعابیر؟
لا شک فی عدم وجود أی تناقض وتضاد فی هذه الآیات المذکورة، بل لا یوجد أی تناقض فی جمیع القرآن الکریم، وما یشاهد من اختلاف فی الآیات الکریمة فإنّه یختزن نقطة مهمّة بالإمکان تشخیصها بقلیل من التأمل والتدبر.
أمّا عبارة «المشرق والمغرب» فناظرة إلى الجنس، بحیث یشمل جمیع الأفراد والمصادیق، وعلیه فالمقصود من (وَللهِِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ) هو أنّ جمیع المشارق والمغارب لله تعالى، کما أننا عندما نقول: الإنسان عجول، أی أنّ جمیع أفراد ومصادیق الإنسان یتصفون بهذه الصفة.
وأمّا عبارة «المشارق والمغارب» فمع أنّ المقصود منها لم یکن بتلک الدرجة من الوضوح والشفافیة فی عصر نزول الوحی، ولکن علماء الهیئة والفلک کشفوا الستار عن السر فی هذه العبارة، حیث یعتقد هؤلاءالعلماء بأنّ المشرق والمغرب بعدد أیّام السنة (365 یوماً)، بمعنى أنّ النقطة التی تشرق منها الشمس فی هذا الیوم تختلف عن جمیع النقاط الأخرى التی تشرق منها الشمس فی سائر أیّام السنة الأخرى. وکذلک الحال بالنسبة لنقطة غروب الشمس، بمعنى أنّ الشمس إمّا أن تغرب فی المکان الأعلى من المدار الذی غربت فیه الشمس بالأمس أو أسفل منه.
وعلیه فإنّ مدارات طلوع الشمس وغروبها متفاوتة بعدد أیّام السنة، فعلى طول السنة یکون لدینا 365 مغرباً ومشرقاً . ولذلک فالتعبیر بالمشارق والمغارب لا یخلو من دقّة وظرافة.
أضف إلى ذلک أنّ هذا التعبیر یختزن إشارة للتوحید، وإشارة أخرى لمسألة المعاد، أمّا مسألة التوحید فإنّه لو لم یکن هناک مشارق ومغارب ولم تکن فصول السنة متغیرة، أی أنّ الجو الحار فی الصیف سیتبدل فی لحظة واحدة إلى جو شتوی بارد وبالعکس فإنّ الکثیر من الناس سیتعرضون للمرض أو الهلاک والموت، کما أنّ الإنسان إذا خرج من حمام حار ثمّ دخل فی حوض بارد فجأة، فإنّ سلامته البدنیة ستتعرض للخطر، ولکنّ الله تعالى لحفظ سلامة البشر وتأمین سلامتهم جعل هذا الانتقال من الجو الحار إلى الجو البارد وبالعکس بصورة تدریجیة لئلا یتعرض الإنسان والموجودات الحیة إلى الخطر المذکور، لأنّ الخالق حکیم ویعلم أنّ الإنتقال الفجائی سیترک آثاراً سلبیة على الإنسان وسائر الموجودات الأخرى.
وأمّا الدرس الذی نستوحیه من هذه الآیة للمعاد فهو أنّ الله تعالى الذی یستطیع أن یعید فصول السنة مرّة ثانیة، وبعد إتمام فصل الربیع والصیف وشروع فصل الخریف والشتاء، وما یخلفه الشتاء من موت للطبیعة فإن الربیع یأتی مرّة ثانیة ویعید جمیع الأشیاء إلى الحیاة والحرکة، فهذا القادر یستطیع أیضاً إعادة الإنسان مرّة ثانیة إلى الحیاة.
النتیجة أنّ عبارة (رَبُّ الْمَشْارِقِ وَالْمَغْارِبِ) تتضمن نکتة علمیة مهمّة وتعدّ نوعاً من الإعجاز العلمی للقرآن، وتتضمن مع ذلک نقطتین فی التوحید والمعاد، وطبعاً هذا الفهم الدقیق للآیة الشریفة إنّما یناله من یعیش التفکر والتدبر فی آیات القرآن ولا یمرّ علیه مرور الکرام.
وأمّا عبارة (رَبُّ الْمَشْرِقَیْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَیْنِ) فالمراد منها أنّ الشمس وکما تقدم فی البحوث السابقة، تتحرک إلى جهة الشمال من الکرة الأرضیة «وطبعاً لا یخلو هذا التعبیر من مسامحة ونحن نعلم أنّ الکرة الأرضیة هی التی تدور من حول الشمس» بمعنى أنّ الشمس فی أول الربیع تقع فی مقابل خط الاستواء وتبدأ بالحرکة اتجاه النصف الشمالی من الکرة الأرضیة، وهذا الصعود فی مدارات الشمس یستمر إلى أول الصیف حیث تصل الشمس إلى مدار 23 درجة، فالأشخاص الذین یعیشون فی مدار 23 فإنّ الشمس تکون عمودیة على رؤؤسهم ویکون الفصل حینئذ فصل الصیف، ولذلک ینعدم الظلّ هنا، ویطلق العلماء على هذا المدار اسم «رأس السرطان» وتبدأ الشمس بعد وصولها إلى مدار 23 درجة، بالتحرک إلى النقطة الأولى وتصل إلى تلک النقطة بعد 90 یوماً، أی تصل إلى خط الإستواء، ثم تبدأ بالحرکة إلى النصف الجنوبی من الکرة الأرضیة وبعد أن تمضی 90 یوماً تصل إلى مدار 23 درجة إلى جنوبی خط الإستواء والذی یتفق فی بلداننا مع أول الشتاء. وهذا المدار یسمى مدار «رأس الجدی». ثم تبدأ الشمس بالتحرک والعودة إلى نقطة البدایة، أی خط الاستواء، وبعد أن تمضی 90 یوماً من سفرها هذا تصل إلى خط الاستواء.
النتیجة أنّ الشمس تتحرک باتجاه النصف الأعلى من الکرة الأرضیة إلى أن تصل إلى 23 درجة فوق خط الاستواء، ولها حرکة أخرى باتجاه النصف الجنوبی من الکرة الأرضیة حتى تصل إلى 23 درجة، ومن هنا یکون المشرق والمغرب فی درجة من الوضوح فی الرؤیة فی ابتداء وانتهاء هاتین الحرکتین، فالله تعالى القادر على ایصال الشمس إلى رأس السرطان، والقادر على إعادتها إلى مکانها السابق، بل ایصالها إلى أسفل من ذلک وهو مدار رأس الجدی، قادر أیضاً على إعادة خلق الإنسان مرّة ثانیة.
وعندما یتحدّث الله تعالى عن هذه الأمور الفلکیة الدقیقة فی أجواء کانت الاُمیّة هی السائدة وکان 5/99 بالمائة من الناس لا یعرفون القراءة والکتابة، فإنّ الحدیث عن حرکات الشمس والأرض ومداراتها یدلّ على الاعجاز العلمی للقرآن الکریم.
النتیجة إنّ ما ورد فی الآیات القرآنیة من عبارات مختلفة للمشرق والمغرب، لا تضاد بینها أبداً، وقد أقسم الله تعالى بربّ المشارق والمغارب لتقریر وإثبات المعاد وعودة الإنسان من جدید إلى الحیاة.
 

شرح وتفسیر: آثار الإیمان بالمعاد
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma