3. عصر بعثة النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأقسام القرآنیة
الإمام علی(علیه السلام) عصارة الأنبیاء الإلهیین(علیهم السلام) 4. عصر ظهور الإمام المهدی (عجل الله تعالى فرجه الشریف)


وذهب بعض المفسرین إلى أنّ المقصود من کلمة «العصر» فی سورة «العصر»، هو عصر بعثة النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله). لأنّ هذه المرحلة التاریخیة حساسة جدّاً وشهدت انعطافاً کبیراً جدّاً فی التاریخ البشری، ولهذا فقد أقسم الله تعالى بهذا العصر.
ومن أجل الإحاطة بأهمیّة ما جاء به الإسلام للبشریة، لابدّ من إلقاء نظرة على تاریخ العرب فی الجاهلیة، ولذلک نوصی الشبّان الأعزاء بمطالعة تاریخ العرب فی الجاهلیة حتى یعرفوا قدر نعمة الإسلام وتعالیمه السماویة، وکان الإمام علی(علیه السلام)یأخذ بید مخاطبیه، الذین کانوا من الجیل اللاحق ولم یدرکوا صدر الإسلام، ومن أجل أن یعرفوا قدر الإسلام وقیمة ما جاء به النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)ویحکی لهم عن زمان الجاهلیة ویکشف لهم عن حیاة الناس وثقافتهم فی ذلک الوقت ویقول:
«وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ بِالدِّینِ الْمَشْهُورِ، وَالْعَلَمِ الْمَأْثُورِ وَالْکِتَابِ الْمَسْطُورِ، وَالنُّورِ السَّاطِعِ، وَالضِِّـّیَاءِ اللاَّمِع، وَ الاَْمْرِ الصَّادِعِ، إِزاحَةً لِلشُّبُهاتِ وَاحْتِجاجاً بِالْبَیِّناتِ، وَتَحْذِیراً بِالاْیاتِ، وَتَخْوِیفاً بِالْمَثُلاتِ. وَ النَّاسُ فی فِتَن اِنْجَذَمَ فِیها حَبْلُ الدِّینِ وَتَزَعْزَعَتْ سَوارِی الْیَقِینِ وَاخْتَلَفَ النَّجْرُ وَتَشَتَّتَ الاَْمْرُ، وَضَاقَ الَْمخْرَجُ وَعَمِیَ الْمَصْدَرُ فالهُدَى خَامِلٌ، وَالْعَمَى شَامِلٌ. عُصِیَ الرَّحْمنُ، وَنُصِرَ الشَّیْطَانُ، وَخُذِلَ الاِْیمانُ فَانْهارَتْ دَعَائِمُهُ، وَتَنَکَّرَتْ مَعَالِمُهُ وَدَرَسَتْ سُبُلُهُ وَ عَفَتْ شُرُکُهُ. أَطَاعُوا الشَّیْطَانَ فَسَلَکُوا مَسَالِکَهُ، وَوَرَدُوا مَنَاهِلَهُ بِهِمْ سَارَت أَعْلامُهُ وَقامَ لِوَاؤُهُ، فی فِتَن دَاسَتْهُمْ بِأَخْفَافِها، وَوَطِئَتْهُمْ بِأَظْلافِها وَقَامَتْ عَلَى سَنَابِکِها، فَهُمْ فِیها تَائِهُونَ حَائِرُونَ جَاهِلُونَ مَفْتُونُونَ، فی خَیْرِ دار، وَشَرِّ جِیران نَوْمُهُمْ سُهُودٌ وَکُحْلُهُمْ دُمُوعٌ، بِأرْض عَالِمُها مُلْجَمٌ وَجَاهِلُها مُکْرَمٌ. همْ مَوْضِعُ سِرَّهِ، وَلَجَأُ أَمْرِهِ، وَعَیْبَةُ عِلْمِهِ، وَمَوْئِلُ حُکْمِهِ، وَ کُهُوفُ کُتُبِهِ، وَجِبَالُ دِینِهِ، بِهِمْ أَقامَ انْحِناءَ ظَهْرِهِ، وَأذْهَبَ ارْتِعَادَ فَرائِصِهِ. زَرَعُوا الْفُجُورَ، وَ سَقَوْهُ الْغُرُورَ، وَ حَصَدُوا الثُّبُورَ، لایُقاسُ بِآلِ مُحَمَّد(صلى الله علیه وآله) مِنْ هذِهِ الاُْمَّةِ أَحَدٌ، وَلا یُسَوَّى بِهِمْ مَنْ جَرَتْ نِعْمَتُهُمْ عَلَیْهِ أَبَداً: هُمْ أَسَاسُ الدینِ، وَ عِمَادُ الْیَقِینِ. إِلَیْهِمْ یَفِیُ الْغَالی، وَ بِهِمْ یُلْحَقُ التَّالی وَ لَهُمْ خَصَائِصُ حَقِّ الْوِلایَةِ، وَ فِیهِمْ الْوَصِیَّةُ وَ الْوِرَاثَةُ; الآنَ إِذْ رَجَعَ اَلْحَقُّ إِلَى أَهْلِهِ وَ نُقِلَ إِلَى مُنْتَقَلِهِ!»(1).
یقول العالم المعروف «غوستافلوبون»: «إنّ من بین البلدان التی لم تخضع للاستعمار هی أرض الحجاز، لأنّه لا یوجد شیء فیها یدعو المستعمرین للهجوم علیها، فقد کان الناس فیها متخلفون وهمجیون ولا شیء لدیهم من معالم الثقافة والتمدن والتحضر».
أجل! فقد أوجد الإسلام ثورة عظیمة فی ذلک المحیط الاجتماعی المظلم، وکانت نتیجة هذه الثورة العظیمة، أن اندفع المجتمع البشری بخطوات هائلة نحو التقدم العلمی والسیاسی والاقتصادی، والاجتماعی، والثقافی، إلى درجة أن أضحى المسلمون ینتجون العلم والمعرفة وبات سائر الناس فی العالم ومنهم الاوربیین یستهلکون علوم المسلمین ومعارفهم.
إنّ النهضة العلمیة للمسلمین فی صدر الإسلام على غایة من الأهمیة، وینبغی على جامعاتنا أن تضع لها حصة دراسیة تختص بهذا الموضوع لیتعرف طلاّب الجامعات على تراثهم العلمی وأصالتهم الحضاریة ولا یتصوروا أنّ المسلمین کانوا دائماً مستهلکین لعلوم الغرب، ینبغی أن یطالعوا ما قبل مئات السنین، حینما کانت اختراعات المسلمین وکشوفاتهم وتألیفاتهم هی السائدة فی الأوساط العلمیة، وبذلک لا یعیشون حالة الاستغراب والتبعیة النفسیة والثقافیة للغرب ولا یعیشوا الاهتزاز وضعف الشخصیة أمام الثقافة الغربیة الفاسدة والمتحللة، وبذلک یمکنهم العمل بجدّیة وبثقة لاستعادة ماضیهم الزاهر.
على أیّة حال فإنّ المجتمع البشری شهد تحوّلاً عظیماً مع ظهور الإسلام، وکان عصر ظهور النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)، عصراً زاهراً فی التاریخ، ومن هنا فقد أقسم الله تعالى بهذا العصر.
 


(1) . نهج البلاغة، الخطبة 2.

 

الإمام علی(علیه السلام) عصارة الأنبیاء الإلهیین(علیهم السلام) 4. عصر ظهور الإمام المهدی (عجل الله تعالى فرجه الشریف)
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma