الإیمان والعمل الصالح، دعامتان لمرتبة أحسن تقویم

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأقسام القرآنیة
رفیق السوء فی کلام أمیرالمؤمنین علی(علیه السلام) تعریف الإیمان


إن الله تعالى یقرر أنّ جمیع أفراد البشر یتحرکون باتجاه منحدر القوس النزولی وإلى مرتبة أسفل السافلین، ویستثنی منهم من کان یملک عنصرین مهمین من عناصر الحیاة المعنویة، أی الإیمان والعمل الصالح(1).
وهذه الطائفة من الناس تعیش السعادة وتحلّق فی فضاء مرتبة أحسن تقویم وتستمر فی سیرها الآفاقی فی قوس الصعود وتقتبس من أنوار هذه المرتبة وبرکاتها، وجملة (امَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)وردت فی القرآن الکریم فی موارد کثیرة، وربّما یتجاوز عدد الموارد فی القرآن أکثر من 60 آیة تتضمن هذه الجملة، وکثیر من هذه الآیات تختزن معیاراً مهمّاً فی واقع الحیاة والإنسان، وعلى سبیل المثال نستعرض هنا عدّة نماذج منها:
1. یصرّح تبارک وتعالى فی سورة العصر بأنّ جمیع أفراد البشر یعیشون فی خسر وضرر، ثم یستثنی منهم الأشخاص الذین یتحلون بالإیمان والعمل الصالح ویدعون الآخرین إلى المعروف، حیث یقول سبحانه: (إِنَّ الاِْنسَانَ لَفِی خُسْر * إِلاَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)(2). وطبقاً لهذه الآیة الشریفة فإنّ معیار الخروج من حالة الخسران هو أن یتحلى الإنسان بالإیمان والعمل الصالح.
2. یصرّح تبارک وتعالى فی الآیة 55 من سورة النور، بأنّ الحکومة العالمیة ستکون من نصیب المؤمنین الذین یتحرکون فی واقعهم الفردی والاجتماعی من موقع العمل الصالح حیث یقول سبحانه:
(وَعَدَ اللهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُم فِی الاَْرْضِ کَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَیُمَکِّنَنَّ لَهُمْ دِینَهُمُ الَّذِی ارْتَضَى لَهُمْ وَلَیُبَدِّلَنَّهُمْ مِّنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً یَعْبُدُونَنِی لاَ یُشْرِکُونَ بِی شَیْئاً وَمَنْ کَفَرَ بَعْدَ ذَلِکَ فَأُوْلَئِکَ هُمْ الْفَاسِقُونَ).
وطبقاً لهذه الآیة الشریفة، فإنّ أساس الحکومة الإلهیّة العالمیة یقوم على رکنی الإیمان والعمل الصالح، ولذلک وعد الله تعالى المؤمنین الذین یعملون الصالحات وعداً قاطعاً بخلافة الأرض وإدارة شؤونها وخلاصهم من أجواء الخوف ودخولهم إلى أجواء الأمن والاطمئنان.
3. وجاء فی الآیة 7 من سورة البیّنة أنّ «خیر البریّة» هم الأشخاص الذین یعیشون الإیمان فی قلوبهم ویتحرکون فی الواقع الاجتماعی بآلیات العمل الصالح.
وعلى الرغم من أنّ الأحادیث الشریفة المشهورة بین الشیعة وأهل السنّة، التی تقرر أنّ النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) ذکر أنّ المصداق الأکمل لمفهوم «خیر البریة» هو الإمام علی(علیه السلام)وشیعته، وقد ذکرنا تفاصیل ذلک فی کتابنا «آیات الولایة فی القرآن»، إلاّ أنّ هذه الروایات الشریفة تضع على عاتق شیعة أمیر المؤمنین(علیه السلام)وظیفة ثقیلة ومسؤولیة کبیرة، ولا یمکنهم تحمل هذه المسؤولیة الکبیرة بدون استقرار الإیمان فی أعماق وجودهم وبدون التحرک فی خط العمل الصالح فی حیاتهم.
4. ویقرر القرآن الکریم الهدف من نزول الآیات القرآنیة وإرسال نبی الإسلام(صلى الله علیه وآله)للناس کافة، فی الآیة 11 من سورة الطلاق:
(لِّیُخْرِجَ الَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ یُؤْمِنْ بِاللهِ وَیَعْمَلْ صَالِحاً یُدْخِلْهُ جَنَّات تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا الاَْنْهَارُ خَالِدِینَ فِیهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللهُ لَهُ رِزْقاً).
طبقاً لهذه الآیة الشریفة، فإنّ العامل الوحید الذی بإمکانه إخراج المجتمع البشری من وادی الظلمة والضلالة إلى آفاق النور والهدایة هو الإیمان والعمل الصالح، وقد نستوحی من الآیات الشریفة التی وردت فیها هذه العبارة: (الَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) أنّ المسائل المهمّة والمصیریة فی حیاة الإنسان والمجتمع البشری تدور حول محور الإیمان والعمل الصالح، فإذا أردنا التحلیق فی آفاق السعادة والصلاح والخیر، وبلوغ ذروة العزّة والکرامة، والوصول إلى مرتبة «أحسن تقویم».. وإذا أردنا الخلاص من زمرة الظالمین والخاسرین.. وإذا کنّا نطلب تحقّق الوعد الإلهی بالحکومة العالمیة الشاملة.. وإذا کنّا نعیش کراهیة الشر والعدوان والظلمة، ونعیش الشوق للنور والهدایة والرحمة.. وإذا کنّا نشتاق إلى الجنّة ونعیمها، فإنّ کل هذه الغایات والأهداف لا یمکن تحقیقها والوصول إلیها إلاّ فی ظلّ الإیمان والعمل الصالح.
 


(1) . کما یستفاد ذلک من سورة العصر.
(2) . سورة العصر، الآیة 2 و 3.
رفیق السوء فی کلام أمیرالمؤمنین علی(علیه السلام) تعریف الإیمان
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma