وقد انعکست هذه المسألة فی الروایات الشریفة فی المقصود من النعیم، وعلى سبیل المثال ورد فی الحدیث النبوی المعروف أنّه یسأل الإنسان یوم القیامة عن أربعة أمور:
1. نعمة العمر; فی ذلک الیوم یسأل الإنسان عن عمره فیم أفناه وکیف استثمره، هل أنّه أتلف عمره فی اللهو واللعب والبطالة وأشکال المسابقات الخطیرة، أو أنّه سلک فی هذا العمر فیما یرضی الله تعالى وعمل بالوظائف الشرعیة وتحرک فی إسداء الخدمة للناس؟
2. نعمة الشباب; والنعمة الثانیة التی یسأل عنها الإنسان یوم القیامة نعمة الشباب کما ورد فی هذه الروایة، ینبغی على الإنسان أن یعرف قدر نعمة الشباب فإنّ هذه المرحلة تعدّ من أفضل سنوات عمر الإنسان، فإذا أردنا أن نوفق فی المستقبل لنکون علماء. وإذا أردنا سلوک طریق العبادة والمعنویات. وإذا أردنا التحرک فی خط تهذیب النفس وتحلیتها بالفضائل. وإذا أردنا أن نکون من عشّاق الإمام صاحب الزمان(علیه السلام)الحقیقیین، والخلاصة إذا أردنا تحقیق أی أمر مهم فی حیاتنا فلابدّ من وضع الأساس لذلک فی أیّام الشباب لتثمر هذه الشجرة فیما بعد وتشتد أصولها وتمد جذورها فی واقع الإنسان ونفسه، وعلیه فإنّ نعمة الشباب نعمة عظیمة جدّاً ینبغی أن نعرف قدرها وأهمیتها، لکی نستطیع الاجابة غداً یوم القیامة.
3. نعمة المال; وهناک بحث یطرح بین المسؤولین فی الحکومة وهو: بعد انتهاء فترة الرئاسة والمسؤولیة لهؤلاء یسألون عن الأموال التی بحوزتهم فعلاً من أین حصلوا علیها؟ فإذا تمّ تنفید هذا القانون فسوف تکون له نتائج ومعطیات إیجابیة، وسوف یسأل الإنسان یوم القیامة عن مورد تحصیل المال وکیف اکتسبه وکیف أنفقه، وهذا بمثابة إنذار لأصحاب الأموال، بأنّ الإنسان کلما اتسعت مساحة ثرواته وأملاکه فإنّ الجواب عن السؤال المذکور یوم القیامة یکون أشد وأصعب.
4. نعمة الولایة; النعمة الرابعة التی یسأل عنها الإنسان یوم القیامة نعمة ولایة أهل البیت(علیهم السلام) ومحبّتهم والعلاقة بهم والتی تعتبر المصدر والمنبع للحرکة فی خط الإسلام وفی طریق الإیمان والتقوى والانفتاح على الله(1).
 

(1) . بحار الأنوار، ج 68، ص 180 و ج 27، ص 311 .