إنّ بناء الفاکهة ونسیجها یعتبر من عجائب الخلقة وغرائب الطبیعة، ویتجلى ذلک للإنسان فی ظلّ التأمل والتدبر فی خلقة وترتیب الفاکهة، هناک الکثیر من أنواع الفاکهة التی تختلف فیما بینها من حیث الشکل، اللطافة، والطعم والرائحة، والخواص النباتیة، والغذائیة، والطبیة، وأمثال ذلک، وکل هذه المنافع المتنوعة تنشأ من أرض واحدة وتسقى من ماء واحد، فهل فکرنا وتأملنا فی حالة هذه الفاکهة وکیف خلقها الله من تراب مظلم، و ماء زلال وفی قطعة صغیرة من الأرض، بحیث أنتجت کل هذه الفاکهة المتنوعة والکثیرة؟ ففی منطقة من هذه الأرض نرى فاکهة حلوة ولذیذة الطعم، وفی زاویة أخرى هناک أشجار تثمر ثمراً حامضاً ولذیذاً، وفی بقعة ثالثة نرى ثماراً تختلف فی الطعم والذوق، وفی بقعة من الأرض نرى ثماراً زاخرة بالدهنیات، وفی أخرى نرى ثماراً زاخرة بالسکریات، وفی أخرى هناک فاکهة تحمل مواد مضادة للسکریات والدهنیات، والخلاصة نرى أشجار الفاکهة تنمو فی أرض واحدة وتسقى بماء واحد وتستنشق هواء واحداً ولکنّها مع ذلک تنتج ثماراً متنوعة فی الطعم والرائحة واللون، ألا یشیر ذلک إلى عظمة عالم الخلقة؟
وللأسف فإنّه وعلى أثر العادة وکثرة هذه النعم الإلهیّة فإننا قلّما نفکر فیها من موقع التدبر والعمق.