إنّ إحدى المعالم المهمّة للإسلام والتی تدلّ على حقانیته، الدعوة للتفکّر والتعقل، فمراجعة سریعة للمعارف الإسلامیة وبإلقاء نظرة على النصوص الدینیة والمفاهیم القرآنیة ستجدون أنّه قلّما ورد شیء فی هذه النصوص والتعالیم مورد التأکید والاهتمام البالغ کما ورد فی شأن التفکّر والتعقل، وقد کان الشیوعیون والمادیون یطلقون شعارات «الدین أفیون الشعوب» وأنّ الدین ولید افرازات الذهن البشری وأنّه عامل أساس فی تجمید طاقات الإنسان، ولکن عندما انتصرت الثورة الإسلامیة فی ایران تبیّن أنّ العامل الأساس لهذه الثورة، التی تعتبر أکبر حرکة اجتماعیة فی القرن الحاضر، هو الدین الإسلامی، ومن هنا انکشف زیف مقولاتهم وبطلان شعاراتهم واتهاماتهم.
وطبعاً هناک بعض المذاهب والأدیان الوضعیة هی التی ینبغی أن یُطلق علیها أفیون الشعوب، على سبیل المثال، الفرقة الضالة «البهائیة» التی توصی أتباعها بعدم حفظ الکتب فی بیوتهم، وإذا تجاوز عدد الکتب مقداراً محدوداً فیجب علیهم دفع الکفّارة، مثل هذا الدین یعتبر أفیون الشعوب، وأمّا الإسلام الذی یأمر أتباعه بالتفکّر والتعقل ولا یجد لذلک بدیلاً لسلوک طریق الحق والکمال والإنسانیة، فلا معنى لکونه أفیون الشعوب ولن یکون، بل هو عامل لیقظة الشعوب وترشید الفکر البشری وتحریک المجتمع فی خط التطور والتقدم وعدم الإقرار بالعبودیة إلاّ لخالق هذا العالَم.