المقسم له الأوّل: اتهامات خاویة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأقسام القرآنیة
الغرض من هذه الأقسام؟ الغایة من الإتهام بالجنون


ونستوحی من هذه الآیات القرآنیة أنّ أعداء الإسلام والمشرکین فی الحزیرة العربیة، ومن أجل مواجهة تقدّم الإسلام الذی کان یمتد بسرعة فی أجواء الجزیرة العربیة، کانوا یتهمون النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) کل یوم بتهمة جدیدة لتحقیق أهدافهم ومقاصدهم فی مواجهة الدعوة الإلهیّة، وللأسف فإنّ هذه الوسیلة الدنیئة کانت تمثّل طیلة التاریخ سلاحاً یستخدمه الظالمون وقوى الظلام فی صدّهم الناس عن الالتحاق بقافلة الحق والنور، وفی عصرنا هذا تستخدم هذه الوسیلة بشکل واسع، فنرى أنّ طلاّب الحریة فی شتى أنحاء العالم یُتهمون بأنّهم ارهابیون، والغرض من ذلک الحیلولة أمام انتشار الحریة، أمّا إسرائیل الغاصبة والتی تعتبر أشنع دولة تمارس الإرهاب المقنن فی العالم، فإنّها فی نظر القوى المهیمنة والاستکباریة دولة سلام ولا تتهم بالإرهاب، فی حین أنّ الشعب الفلسطینی المظلوم وبسبب دفاعه عن بلاده وکرامته یتهم بالإرهاب.
مهما یکن من أمر، فإنّ أهم التهم الموجهة لنبی الإسلام(صلى الله علیه وآله) من قِبل قوى الشرک والظلام، تتلخص فی أربعة محاور:
 
أ) تهمة الجنون!
وهذه التهمة الظالمة، تعدّ من جملة الاتهامات الشائعة التی کان المشرکون یتهمون النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) بها، للتأثیر على الناس البسطاء ومنعهم من الالتحاق بالنبی والاستجابة لدعوته، وهذا الموضوع ورد فی العدید من الآیات القرآنیة وأنّ المشرکین کانوا ینسبون إلى النبی تهمة الجنون. کما سیأتی فی البحوث اللاحقة.
 
ب) تهمة السحر!
وإحدى التهم الشائعة التی اتهم بها جمیع الأنبیاء الإلهیین فضلاً عن نبی الإسلام(صلى الله علیه وآله)، تهمة السحر، أجل إنّ الإتهام بالجنون والسحر لا یختص بنبی الإسلام(صلى الله علیه وآله) فقط، فنقرأ فی الآیة الشریفة 4 من سورة ص:
(وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُّنْذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْکَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ کَذَّابٌ).
ونقرأ فی الآیة 52 من سورة الذاریات:
(کَذَلِکَ مَا أَتَى الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِّنْ رَّسُول إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ).
وفی ضوء ذلک، فإنّ الاتهام بالسحر والجنون کان دیدن جمیع الکفّار وقوى الانحراف والضلالة فی مقابل جمیع الأنبیاء الإلهیین على طول المسار التاریخی، فی حین أنّ هاتین التهمتین متناقضتین، لأنّ السحرة عادة هم أشخاص أذکیاء ومراوغون، فی حین أنّ المجنون یطلق على الشخص الفاقد لهذه الصفات والخصوصیات، وعلیه فإنّ المجنون لا یمکن أن یکون ساحراً، و لکنّ الأشخاص الذین یتحرکون بوحی الأهواء ولا یسلکون طریق العقل والمنطق، لا یعرفون ماذا یقولون.
 
ج) تهمة الکهانة!
وکان فی العصر الجاهلی بعض الأشخاص من الماکرین والمحتالین یقومون بخداع الناس البسطاء على أساس أنّهم یتنبأون بالمستقبل، ویدّعون أنّهم مرتبطین بالجن، ویستقون الأخبار المتعلقة بالمستقبل من الجن، فی حین أنّ الکثیر من أخبارهم غیر مطابقة للواقع، وبعض تلک الأخبار ذات طابع شمولی وکلی بحیث تقبل الانطباق على کل شخص، مثلاً یقولون: «إنّ عدوّک یتربص بک الدوائر» أو «إنّ أحد جیرانک یضمر لک العداوة» أو «إنّ الخطر یهدد حیاتک» وأمثال ذلک من العبارات الکلیة التی ربّما یواجهها کل إنسان فی واقع الحیاة والمجتمع، فمثل هؤلاء الأشخاص یتحرکون فی هذا السبیل لتحقیق مطامعهم المادیة ومآربهم الدنیویة، ویقال عنهم «کهنة» وعملهم «الکهانة» ومن أجل مواجهة الإسلام کان المشرکون وأعداء الإسلام یتهمون نبی الإسلام(صلى الله علیه وآله) بالکهانة.
ونقرأ فی الآیة 29 من سورة الطور بیان هذه الحقیقة فی ردّ تلک التهمة الدنیئة:
(فَذَکِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّکَ بِکَاهِن وَلاَ مَجْنُون).
وقد انطلق المشرکون فی تهمتهم هذه لنبی الإسلام(صلى الله علیه وآله) لأنّهم سمعوا ما ورد فی الآیات القرآنیة من التنبّؤ بالمستقبل والإخبار بالمغیبات.
 
د) تهمة الشاعر!
وطبقاً لما ورد فی الآیة 36 من سورة الصافّات، أنّ إحدى الاتهامات الموجهة لنبی الإسلام(صلى الله علیه وآله) أنّه شاعر وتقول الآیة:
(وَیَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِکُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِر مَّجْنُون).
هنا نرى أنّ کلام الکفّار واتهامهم هذا للنبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) یتضمن تناقضاً وتهافتاً، لأنّ الشاعر لا یتناسب مع المجنون، فالشاعر هو الشخص المطلع على فنون الشعر ولطافته وعالِم بآلیات البلاغة والکنایة والتشبیه والاستعارة ویملک قریحة شعریة وحس أدبی مرهف، فی حین أنّ المجنون لایستطیع تشخیص أی واحدة من هذه الأمور.
إنّ هذه الاتهامات الباطلة تعدّ من أهم ما قیل ونسب للنبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) من قِبل المشرکین فی مکّة، وقد أجاب الله تعالى عن هذه التهم ودفع هذه الأقاویل والأکاذیب عن نبیّة الکریم بأفضل وجه.
ولکن ربّما یثار هنا هذا السؤال: ما هو مصدر هذه التهم؟ ولماذا یتهم الکفّار نبی الإسلام(صلى الله علیه وآله) بالجنون والسحر والکهانة؟
فى مقام الجواب نشیر هنا إلى منشأ هذه الأمور وفلسفتها.
 

الغرض من هذه الأقسام؟ الغایة من الإتهام بالجنون
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma