الغایة من إتهام النبی(صلى الله علیه وآله) بالشِعر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأقسام القرآنیة
الکهانة فی منظار الشرع المقسم له الثالث: أخلاق النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)


إنّ القرآن الکریم یتضمن آیات ذات سیاق موسیقی خاص، ولا سیما آیات السور المکّیة، ولهذا زعم المشرکون أنّ نبی الإسلام(صلى الله علیه وآله) شاعر، لکی یعزوا جذابیة القرآن إلى وزنه وقافیته وموسیقیته الشعریة.
فی حین أنّ کل من له معرفة بسیطة بالشعر والشاعریة ویتأمل فی آیات القرآن الکریم یدرک أنّ القرآن لیس له وزن شعری، وقد کان المشرکون یتشبثون بأی شیء لانقاذ أنفسهم وأصنامهم وعقائدهم الخرافیة ولعلهم یستطیعون التصدی لأمواج الدعوة الجدیدة ووقف امتدادها فی الوسط الجماهیری.
واللافت أنّ القرآن الکریم یقول فی شأن الشعر والشعراء:
(وَالشُّعَرَاءُ یَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُنَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِی کُلِّ وَاد یَهِیمُونَ * وَأَنَّهُمْ یَقُولُونَ مَا لاَ یَفْعَلُونَ * إِلاَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَکَرُوا اللهَ کَثِیراً وَانتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَیَعْلَمُ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَىَّ مُنقَلَب یَنقَلِبُونَ).(1)
والخلاصة أنّ أیاً من هذه الاتّهامات والادّعاءات الفارغة التی نسبوهاللنبی(صلى الله علیه وآله)لم تمنع من امتداد الإسلام ولم تؤثر فی عزم النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)على مواصلة طریقه فی خط الدعوة والرسالة وتبلیغ التعالیم السماویة.
المقسم له الثانی: أجر النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)
بعد أنّ برأ الباری تعالى نبیّه الأکرم(صلى الله علیه وآله) من تهمة الجنون، ألحق آیة أخرى لتطییب خاطر النبی وبیان مکانته ومنزلته عند الله وأنّ أتعابه لا تذهب سُدىً فقال:
(وَإِنَّ لَکَ لاََجْراً غَیْرَ مَمْنُون).
هناک ثلاثة أمور مؤثرة فی کسب الثواب الإلهی:
1. إنّ العمل کلما کان مقترناً بالتعب والمشقة استحق الثواب أکثر، وقد ورد هذا المعنى فی الحدیث المأثور:
«أَفْضَلُ الاَْعْمـالِ أَحْمَزُهـا»(2).
إنّ ثواب الحج الذی کان یحصل علیه القدماء مع کل تلک المعاناة والمشقات وما یواجهونه من مشاکل بدنیة ومالیة، لا یمکن أن یساوی ثواب الحج الذی یحصل علیه المسلم فی هذا العصر وبهذه الإمکانات والرفاهیة والوسائل السریعة والمریحة.
2. کلما کانت نیّة الإنسان خالصة أکثر، فإنّ ثوابه وأجره سیکون أکثر بنفس النسبة، فالإخلاص هو الإکسیر الذی یبدل نحاس الأعمال إلى ذهب.
3. کلما ازداد عقل الإنسان فإنّ أعماله ستکون مقبولة عند الله أکثر، فقد ورد هذا المعنى فی بعض الروایات الشریفة التی تقرر أنّ ثواب الأعمال یکون بمقدار ما اُوتی الإنسان من عقل وشعور وفهم(3)، وعلى هذا الأساس فإنّ ثواب رکعتین من صلاة یؤدیها العالِم العامل لا تقبل المقارنة فی ثوابها مع رکعتین صلاة یؤدیها الإنسان العادی.
ولا شک فی أنّ عمل النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) ومهمته فی إبلاغ الوحی الإلهی والتعالیم السماویة یعتبر من أصعب الأعمال وأحمزها، وما یملکه النبی من إخلاص قلبی وصفاء النیّة یمثّل الحدّ الأعلى من درجات الإخلاص والصفاء، وکذلک عقل النبی هو أعلى مراتب العقل والفهم والشعور، ومن هنا فإنّ الله تعالى قرر له الأجر الدائم والثواب غیر المنقطع.
وأمّا ما یقال إنّ عمل النبی کان من أصعب الأعمال، فهو لیس سوى ادّعاء فارغ، فلو أننا صرفنا النظر عن جمیع المشکلات والأتعاب التی تحملها نبی الإسلام من أعدائه ومنها التهم والضغوط الاقتصادیة وأشکال الحرمان والتآمر والأذى البدنی والنفسی، وأخذنا بنظر الحسبان السنوات الثلاث التی قضاها النبی والمسلمون فی شعب أبی طالب فی سنوات الحصار، فذلک یکفی فی إثبات المطلوب، إنّ المکان المذکور لو ذهب إلیه الإنسان الآن فإنّه لا یتحمل حرارة الشمس ولو لدقائق معدودة، فکیف حال الشخص الذی قضى هناک ثلاث سنوات، وکان یعیش الحصار الاقتصادی الذی فرضه المشرکون علیه؟ ولذلک فلا غرابة أن تقول الآیة الشریفة عن ثواب النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله): «أجر غیر ممنون».
 


(1) . سورة الشعراء، الآیات 224 ـ 227 .
(2) . بحار الأنوار، ج 67، ص 191 و 237 .
(3) . ونقرأ فی روایة عن الإمام الصادق(علیه السلام): «إِنَّ الثَّوابَ عَلى قَدْرِ الْعَقْلِ» میزان الحکمة، باب 2786، ح 1343.

 

الکهانة فی منظار الشرع المقسم له الثالث: أخلاق النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma