وقد وردت روایات کثیرة عن الأئمّة المعصومین(علیهم السلام) فی مورد السخاء والبذل، ونکتفی هنا بذکر روایتین منها:
أ) یقول النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله):
«إِنَّ السَّخـاءَ شَجَرَةٌ مِنْ أَشْجـارِ الْجَنَّةِ لَهـا أَغْصـانٌ مُتَدَلِّیَةٌ فِی الدُّنْیـا، فَمَنْ کـانَ سَخِیّاً تَعَلَّقَ بِغُصْن مِنْ أَغْصـانِهـا، فَسـاقَهُ ذلِکَ الْغُصنُ إِلَى الْجَنَّةِ»(1).
والروایة الذکورة تبیّن فی حقیقتها مضمون الآیات القرآنیة مورد البحث ولکن بشکل آخر، وتتنبأ بعاقبة الأسخیاء فی الجنّة وما سیکونون علیه من نعیم ولذة.
ب) یقول الإمام الصادق(علیه السلام) فی بیان خصال عدیدة للسخاء:
«السَّخـاءُ مِنْ أَخْلاقِ الاَْنْبِیـاءِ».
لقد کان النبی إبراهیم(علیه السلام) سخیاً جدّاً، کما أنّ رسول الله(صلى الله علیه وآله)کان کذلک.
«وَ هُوَ عِمـادُ الاِْیمـانِ».
«وَلا یَکُونُ مُؤْمِنٌ إِلاّ سَخِیّاً».
بمعنى أنّ الإنسان البخیل لا یملک إیماناً صحیحاً.
«وَ لا یَکُونُ سَخِیّاً إِلاّ ذُو یَقین وَهِمَّة عـالِیَة». وبعبارة أُخرى: أنّ کل شخص لا یستطیع أن یتحلّى بصفة السخاء والجود إلاّ إذا حقّق فی نفسه قبل ذلک حالتین: «الیقین» و«الهمّة العالیة» ویتحرک على مستوى تقویة هذین العنصرین فی وجوده.
«لاَِنَّ السَّخـاءَ شُعـاعُ نُورِ الْیَقینِ» ومن الطبیعی أنّه لو انعدم النور فلا یوجد شعاع أیضاً.
«وَمَنْ عَرَفَ مـا قَصَدَ هـانَ عَلَیْهِ مـا بَذَلَ»(2).
الحقیقة أنّ هذه الروایات تعکس صورة ناصعة وجذابة لصفة السخاء، بحیث إنّه لولم تکن لدینا سوى هاتین الروایتین فی مورد السخاء، فإنّ ذلک یکفی لمعرفة وبیان حقیقة السخاء ومعطیاته الإیجابیة فی حرکة الحیاة والواقع.