اتمام الحجّة ببعث الأنبیاء:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأقسام القرآنیة
2. و القسم الثانی فی سورة النحل تسویلات شیطانیة

وهذا الموضوع مهم جدّاً، لأنّه یبحث فی علم «أصول الفقه» وکذلک یبحث أیضاً فی «علم الکلام» و«علم الفقه».
وتوضیح ذلک: إنّ الله تعالى أتم الحجّة علینا بطریقین، وبعبارة أخرى: إنّه تعالى أرسل إلینا نوعین من الرسل والأنبیاء:
1. الرسول الباطنی; وهو عقل الإنسان ووجدانه، فالعقل لدى الفقهاء یعتبر أحد الأدلة الأربعة، والعقل یعتبر الدلیل الوحید القابل للاعتماد فی المسائل العقائدیة والکلامیة، أجل، إنّ الله تعالى أتمّ الحجّة على البشر بوسیلة العقل والرسول الباطنی.
2. الرسول الظاهری; والذی یعبر عنه أحیاناً بالعقل الظاهر، وطبقاً لما ورد فی المأثور إنّ الله تعالى أرسل 124 ألف نبیاً لهدایة البشریة على طول المسار التاریخی.
ولکنّ النقطة المهمّة هنا أنّ الکثیر من تعالیم الأنبیاء یمکن فهمها وإدراکها بالعقل ومن ذلک یمکن الإشارة إلى المستقلات العقلیة، ومن هذه المستقلات العقلیة حسن الإحسان وقبح الظلم، ولا یوجد عاقل فی أی زمان ومکان یتردد ویشک فی قبح الظلم والعدوان على الآخرین وحسن الإحسان وإسداء الخیر للآخرین، فحتى لو لم یسمع الإنسان بأی نبی ولم تصله تعالیمهم السماویة، فإنّه یدرک هذا الأمر بعقله وفطرته، والکثیر من الواجبات والمحرمات تعتبر من مصادیق هذین العنوانین.
الغصب، السرقة، قتل النفس البریئة، الغیبة، هتک حیثیة الآخرین، الغش فی المعاملات، التطفیف فی المیزان، الرشوة، الکذب، الخیانة وأمثال ذلک حرام بحکم العقل حتى لو لم تصلنا تعالیم أی نبی من الأنبیاء الإلهیین فی تحریم هذه الأمور، فإننا ندرک حرمتها بوضوح لأنّها جمیعاً من مصادیق الظلم وفروعه، سواء الظلم للنفس أم الظلم للآخرین، فکلاهما قبیح.
والکثیر من الواجبات ندرکها بحکم العقل أیضاً، فالعقل یأمرنا باجتناب مصادیق الظلم وفروعه، ویأمرنا بإتیان مصادیق الإحسان وإسداء ید المعونة للآخرین وأننا مسؤولون فی مقابلهم، وربّما یؤاخذنا الله تعالى إذا لم نمتثل أوامر العقل، ولکنّ المستفاد من الآیات القرآنیة أنّ الله تعالى ما لم یبعث نبیاً إلى قوم أو مجتمع فإنّه لا یعاقبهم، حتى فی صورة مخالفتهم للمستقلات العقلیة أیضاً وهذا هو منتهى اللطف الإلهی، أی أنّ حکم العقل لوحده لا یکفی للعقوبة، بل یجب إتمام الحجّة بواسطة حکم الشرع، وحینئذ فمن یخالف هذا الحکم یستحق العقوبة.
وقد أشار القرآن الکریم فی أکثر من آیة إلى هذا المعنى، وقلّما بحث هذا الموضوع علماء الکلام، ومن جملة الآیات ما ورد فی الآیتین الشریفتین 15 و16 من سورة الاسراء:
(وَمَا کُنَّا مُعَذِّبِینَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا * وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُّهْلِکَ قَرْیَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِیهَا فَفَسَقُوا فِیهَا فَحَقَّ عَلَیْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِیراً).
وطبقاً لهاتین الآیتین، فما لم یبعث الله نبیّاً لقوم من الأقوام وما لم یتمّ ذلک النبی الحجّة علیهم فإنّ الله تعالى لا یعذبهم حتى إذا حکمت عقولهم بحسن أمر معین أو قبحه، وإذا أراد الله تعالى إنزال العقوبة بقوم أو جماعة من الناس فلا یحتاج لحشد قوى السماء والأرض، بل یکفی أن یرسل صاعقة علیهم، وعلى حدّ تعبیر القرآن «صیحة سماویة» وبلحظة یتبدل کل شیء إلى رماد، أو یرسل علیهم اعصاراً مدمراً مدّة سبعة أیّام لیدمر کل شیء، أو یأمر الأرض، التی تعتبر بمثابة المهد للإنسان، أن تتحرک حرکة خفیفة «زلزلة» فینهدم فی تلک المدینة کل شیء وینقلب رأساً على عقب، وهذا نوع من إظهار القدرة من قِبل الله تعالى فی مقابل البشر الضعیف المغرور.
النتیجة، أنّ الله تعالى بعث لکل إنسان رسولاً من داخله یسمّى (العقل) ورسولاً من خارجه یسمّى (النبی)، وما لم یتمّ النبی الظاهر الحجّة على هذا الإنسان فإنّ الله لایعاقبه ولا یستجعل فی إنزال العقاب على الناس.

2. و القسم الثانی فی سورة النحل تسویلات شیطانیة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma