أهمیّة الأعمال الأساسیة:
إنّ سورتی النجم والواقعة کلتاهما مکیتان، وکما تقدّم أکثر من مرّة أن السور المکّیة تهتم غالباً ببیان أصول الدین، والسور المدنیة تهتم ببیان فروع الدین والأحکام الشرعیة والسلوکیات الأخلاقیة، لأنّ الدعوة فی بدایة أمرها یجب أن تهتم بالبنى التحتیة والدعائم والرکائز الأساسیة لتثبیت الدعوة، وما لم یجر الترکیز على العقائد فی واقع الناس ووعیهم فإنّ الناس لا یتحرکون فی خط الجهاد ولا یجدون فی أنفسهم رغبة فی أداء الواجبات، ولا باعثاً على ترک المحرمات، ومن هنا نعتقد بأنّ مواجهة الانحرافات الثقافیة والمفاسد الاجتماعیة والاقتصادیة من قبیل الافراط والتفریط والاسراف والتبذیر، والربا والرشوة، والسفور وقلّة رعایة الحجاب وأمثال ذلک یحتاج بالدرجة الأولى إلى تقویة الرکائز العقائدیة للناس، ولا ینبغی تحمیل ثقل ذلک على المحاکم والعقوبات وإجراء الحدود وأمثال ذلک، بل مضافاً إلى هذه الأمور لابدّ من تقویة عقائد الناس والاهتمام بالأمور الثقافیة.
یجب على إدارة الإذاعة والتلفزیون أن ترکز نشاطها وفعالیتها فی هذا البعد العقائدی والثقافی، وکذلک المساجد، وخطب الجمعة، والمواکب والمنابر الحسینیة ومجالس الوعظ والمؤتمرات وأمثال ذلک، کلها ینبغی أن تتأسى بالنبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)فی الاهتمام بتدعیم رکائز الأصول العقائدیة للناس.
وکما أنّ أغلب مواضیع السور المکّیة یتناول أصول العقائد، فالقسم الوارد فی هاتین السورتین مورد البحث یتناول أحد الأصول العقائدیة، أی نبوة نبی الإسلام(صلى الله علیه وآله) ومعجزته الخالدة.