کان العرب فی الجاهلیة یجعلون لأصنامهم، التی لا تنفعهم ولا تضرّهم ولا یصلهم منها خیر ولا شرّ، حصّة ممّا لدیهم من الطعام وما یملکونه، مثلاً إذا ذبحوا شاة فإنّهم یجعلون حصّة منها للصنم، أو إذا حصدوا المحصول الزراعی فإنّهم یضعون سهماً منه للصنم، وکانوا یعملون بذلک على أساس أنّه من أحکام السماء ومن التعالیم الإلهیّة، فی حین أنّ هذا الأمر افتراء محض نسبوه إلى الله، وبهذا فإنّ الله تعالى أقسم بذاته المقدّسة أنّ هؤلاء یحاسبون یوم القیامة على هذا الافتراء وعلى هذه البدعة، وبما أنّهم لا جواب لدیهم فإنّ العذاب الشدید ینتظرهم فی ذلک الیوم، وذهب بعض المفسّرین إلى أنّ جملة «ما لا یعلمون» یراد منها الأصنام التی لا عقل لها ولا شعور ولا تفهم شیئاً.