الغرض الذی أقسم الله لأجله

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأقسام القرآنیة
ما هو التفسیر الصحیح؟ الخسران العظیم!


تبیّنت فی البحوث السابقة بعض الأمور عن «القسم» و«متعلق القسم» والتفاسیر المختلفة لکلمة «العصر».
وهنا لابدّ من معرفة «المقسم له» أی ما أقسم الله تعالى من أجله بالعصر.
إنّ الله تعالى أقسم بالعصر لتأکید وتقریر هذه الحقیقة الحاسمة والنقطة المهمّة (إِنَّ الاِْنسَانَ لَفِى خُسْر)أی أنّ جمیع أفراد البشر وفی کل موقع ومقام ومن کل لون وقوم، سیواجهون الخسران فی حیاتهم إلاّ الذین آمنوا منهم.
وتوضیح ذلک: إنّ طبیعة الإنسان تقتضی أن یتحرک فی طریق الخسران والضرر، لأنّ رأس مال الإنسان هو عمره، وهذا الأمر یتکون من أعوام وشهور وأیّام وساعات ودقائق وثوان، وهذه الأجزاء لرأس مال الإنسان تتصرم فی کل لحظة وتتجه إلى الفناء تدریجیاً، سواء شئنا أم أبینا، وکل شیء یتعرض للتلف یمکن جبرانه، ولکنّ رأس المال هذا، أی عمر الإنسان غیر قابل للجبران وغیر قابل للعودة مرّة ثانیة، ولهذا نقول: «إن طبیعة الإنسان هو الخسران».
ومن هنا یقول الإمام علی(علیه السلام) فی کلامه القیم فی هذا الموضوع:
«نَفَسُ الْمَرْءِ خُطـاهُ إِلى أَجَلِهِ»(1).
وذلک لأنّ قابلیات الإنسان وقواه محدودة، وکلما تقدّم به العمر فإنّ قابلیاته وقواه ستضعف وتتلاشى تدریجیاً، مثلاً إذا کان قلب الإنسان بإمکانه أن یخفق 50 ملیارد مرّة، فبعد أن ینتهی هذا المقدار من الخفقان فسوف یتوقف لنفاد قواه وانتهاء قابلیته على الاستمرار فی عمله، حتى لو لم یکن یواجه أی مرض، وحاله حال السیارة مثلاً التی تتوقف بعد انتهاء الوقود فی حین أنّها لا تواجه أی عطل أو خلل فنی.
ویقول أحد الأشخاص: «إنّ والده قد استمر بالعمر وعاش سنوات من الشیخوخة إلى أن مرض یوماً فأحضروا له الطبیب وبعد أن أجرى بعض الفحوصات الأولیة قال: إنّه لایشکو من أی مرض، ومشکلته أنّ قواه قد تحللت وتلاشت».
أجل! فالإنسان بطبیعته یتحرک فی خط الخسران والضرر.
یقول الفخر الرازی، الذی یعدّ من کبار مفسّری أهل السنّة، فی ذیل هذه الآیة الشریفة: قال أحد الکبار إننی لا أفهم تفسیر هذه الآیة (إِنَّ الاِْنسَانَ لَفِی خُسْر) إلى أن رأى فی أحد أیّام الصیف بائعاً للثلج وهو ینادی لبیع بضاعته للناس ویقول: «ارحموا من یذوب ماله»، وحینذاک فهمت معنى الآیة الشریفة من نداء بائع الثلج هذا فی ذلک الهواء الحار.
أجل! فإنّ عمرنا کالثلج الذی یذوب تدریجیاً فی هواء الصیف الحار، ولیس فقط تتلاشى قوى الإنسان، بل إنّ حواسه ستضعف وسمعه سیثقل وعیناه ستضعفان، وتذبل عضلاته وتتحلل قواه، وتنخر عظامه، فیشعر بالوجع والألم فی عظامه ومفاصله وأقدامه ویصیبه الارتعاش فی یدیه، وخلاصة الکلام أنّ جمیع قواه ستتعرض للضعف والتحلل.
وأتذکر هیئة أحد الأبطال الذی کان الرائی له یلتذ من منظره وقامته، ولکننی رأیت هذا البطل فی سنّ الکهولة وهو جالس على الکرسی المتحرک یدفعه صبی إلى هذا الاتجاه أو ذاک، والنتیجة أنّ القرآن الکریم یصرّح بهذه الحقیقة، وهی أنّ الإنسان بطبیعته یتحرک باتجاه الخسران والضرر.
 


(1) . نهج البلاغة، الکلمات القصار، 74.

 

ما هو التفسیر الصحیح؟ الخسران العظیم!
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma