التفسیر الثانی: تفسیر أشمل وأوسع

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأقسام القرآنیة
تفاسیر مختلفة لآیة واحدة! تفاسیر أخرى للفجر


(وَالْفَجْرِ); قسم بطلوع أول اشراقات وأنوار الصباح. لا فقط اشراقات الصبح من عید الأضحى بل اشراقات صبح جمیع الأیّام.
سؤال: ما هی الحادثة المهمّة التی تقع عند طلوع الفجر بحیث إنّ الله تعالى یقسم بها؟
الجواب: فی ذلک الوقت یحدث تحوّل عظیم فی العالم، ولکننا نحن البشر لا نلتفت إلیه بسبب أننا محجوبون بستار الغفلة والمادة، ففی اللیل یعیش أفراد البشر بل سائر الکائنات الحیة، أجواءً خاصّة من الهدوء والطمأنینة والسکینة، کما تقرر الآیة 96 من سورة الأنعام.
(وَجَعَلَ اللَّیْلَ سَکَناً); ولکنّ طلوع الفجر واشراق أولى علائم النهار وأنوار الصباح بمثابة إعلان عام عن طلوع یوم جدید من النشاط والحرکة والحیاة، فطلوع الفجر یعلن للإنسان أنّ وقت النوم والراحة قد ولى وبدأ وقت الصبح، وهو وقت السعی والعمل والنشاط، وهذا الأمر مهم إلى درجة أنّ الله تعالى أقسم به.
الملفت للنظر أنّ هذا الاعلان عن حدوث هذا التحوّل لا یختص بالإنسان بل یستوعب جمیع الکائنات الحیّة فی العالم، فجمیع الکائنات الحیّة تبدأ بنشاطها وتنطلق فی فعالیتها منذ طلوع الفجر، ومن هنا فالأشخاص الذین یسهرون ویبقون مستیقظین إلى ساعات متأخرة من اللیل، ومن جهة أخرى ینامون إلى منتصف النهار، فإنّهم یسلکون فی حیاتهم عکس مقتضیات الطبیعة، والتجربة أثبتت أنّ الأشخاص الذین یستیقظون من النوم فی ساعات الصباح الباکر ویشرعون بنشاطهم وعملهم الیومی، أکثر توفیقاً من الآخرین، والأشخاص الذین یمکثون فی فراش النوم إلى مقربة من الظهر لیس لهم حظ من الموفقیة فی التفاعل الاجتماعی والنجاح فی واقع الحیاة، بل إنّهم من الناحیة الروحیة یتمیزون بقلّة النشاط والفاعلیة ویعیشون حالة الکسل والخمود.
أجل، فإنّ القسم بطلوع الفجر هو إعلان عن هذه الحقیقة ودعوة للإنسجام مع مقتضیات الطبیعة فیما تفرضه من نشاط وفعالیة فی مغادرة أجواء الکسل والنوم فی اللحظات الأُولى من طلوع الفجر.
والجدیر بالذکر أنّ بعض المفسّرین ذکروا تفسیراً أشمل لهذه الآیة الشریفة، وذلک أنّ المراد بالفجر هنا، ما یستوعب جمیع أشکال لمعان الضیاء والنور فی حیاة الإنسان المادیة والمعنویة وما یفضی إلى إضاءة آفاق الحیاة للإنسان، ولایختص بلمعان ضوء الفجر عند الصباح، وعلى هذا الأساس فإنّ الشاب المذنب الذی یقضی لیالی القدر فی شهر رمضان المبارک بالدعاء والمناجاة وتلاوة القرآن ویحیى هذه اللیلة بالتضرع والابتهال إلى الله، وتشرق أنوار التوبة فی ظلمات قلبه، ویتحرک فی ضوء هذه الاشراقات المعنویة لجبران ما فاته من الخیرات وإصلاح الخلل والتحرک فی خط الرسالة والإیمان والانفتاح على الله، فمثل هذا الشاب أیضاً یقع مشمولاً للقسم المذکور فی هذه الآیة، ویکون مصداقاً للفجر الذی طلع من زوایا ظلمات قلبه.
وطبقاً لهذا التفسیر فإنّ الاشراقات الاجتماعیة التی تشرق فی اللیالی الحالکة فی عصر الحکومات الجائرة وتعمل على تحریک الناس ونفخ روح الثورة فیهم، وبالتالی ینتهی الأمر إلى إزاحة الطاغوت وقوى الجور والظلام من آفاق هذا المجتمع وتطهیره من عناصر الشر، فإنّ هذا المجتمع بدوره یقع مصداقاً لهذه الآیة الشریفة.
وعلیه فإنّ الفجر یختزن معنىً عمیقاً وواسعاً، ویشمل کل لون من ألوان الاشراق فی قلب الظلمات المادیة أو المعنویة، ویعمل على اضاءة آفاق هذه الظلمات وتحویلها إلى أجواء النور.
(وَلَیَال عَشْر); وثمّة عشرة أیّام ولیال مهمّة طیلة أیّام وأشهر السنة القمریة، وهذه الآیة الشریفة تشیر إلیها، فقیل إنّها:
1. العشر الأوائل من شهر ذی الحجّة کما تقدّم بیانه.
2. العشر الأواخر من شهر رمضان المبارک، وخلافاً لتصور بعض الناس الذین لا یهتمون بالأیّام الأخیرة من شهر رمضان وخاصّة بعد الثلاثة والعشرین من هذا الشهر، فإنّ هذه الأیّام تحضى بأهمیّة بالغة، إلى درجة أنّ النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) کان یأمر أهله بأن ترفع الفراش فی هذه اللیالی حتى یقضی هذه اللیالی المبارکة بالاعتکاف والتضرع والابتهال(1).
3. العشرة الاُولى من شهر محرم، وبعبارة أخرى عشرة عاشوراء، والتی تقع فی مطلع السنة القمریة.
سؤال: هل حادثة عاشوراء کانت مطروحة فی عصر نزول القرآن حتى یقسم الله تعالى بهذه الأیام؟
الجواب: إنّ قصّة کربلاء کانت مطروحة منذ ابتداء خلق آدم، وقد أشارت الروایات الشریفة کثیراً إلى أنّ النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) والإمام علی(علیه السلام)أشارا إلى هذه الواقعة فی مناسبات عدیدة(2)، وعلى هذا الأساس فلا غرابة فی أن یقسم الله تعالى بعشرة عاشوراء.
(وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ); ما المقصود بالزوج والفرد فی هذه الآیة الشریفة؟
ذهب البعض إلى أنّ المقصود: «جمیع الأعداد التی تتشکل من الزوج والفرد»(3)وبعبارة أخرى أنّ الله تعالى فی هذه الآیة الشریفة یقسم بنظام الأعداد المتشکل من الزوج والفرد، ومضمون هذا القسم هو: أیّها الإنسان! إنّ حیاتک إنّما تکون مفیدة ومثمرة إذا کانت تسیر وفق حساب وکتاب، فجمیع الأمور الثقافیة، الاقتصادیة، العسکریة، الاجتماعیة وسائر الأمور الأخرى ینبغی أن تخضع لعملیة الحساب، وحینئذ ستکون حیاة مثمرة ومنتجة.
ولا شک فی أنّ الأشخاص الذین یواجهون الفشل فی حیاتهم ویسقطون فی مواجهة التحدیات فی الواقع والمجتمع هم الأشخاص الذین لا یتحرکون على مستوى التخطیط لأعمالهم ونشاطاتهم ولا یهتمون بالبعد الاقتصادی لعملیة الحساب والأعداد، وإلاّ فسوف لایواجهون الفشل فی واقع الحیاة الاقتصادیة.
وعلى هذا الأساس فإنّ عملیة التخطیط والحساب وتشیید صرح الحیاة على قاعدة متماسکة من الأعداد والمحاسبات تحضى بأهمیّة کبیرة بحیث إنّ الله تعالى أقسم بها.
وذهب آخرون إلى أنّ المقصود: «مجموعة عالم الوجود، لأنّ الفرد هو الذات المقدّسة والحقیقة الإلهیّة، وما سوى الله فهو زوج»(4).
إنّ أصغر موجود فی عالم المادة هو «الذرة»، ویتشکل بدننا من ملایین الذرات، الذرة بدروها تتشکل من أجزاء أصغر وأهمها عنصرین: ««پروتونات» التی تمثّل نواة الذرة، و«الالکترونات» التی تدور حول البروتونات، وإذا استطاع الإنسان أن یخرق نواة الذرة ویحرر الطاقة الموجودة فیها فسوف تصدر منها طاقة عظیمة جدّاً.
وهکذا فی عالم الأرواح أیضاً، فالروح مرکبة من قوتین جاذبة ودافعة، فبالقوة الجاذبة تتحرک الروح لاکتساب المنافع وجذب المصالح والخیرات، وبالقوة الدافعة تدفع عنها الضرر وتبعد عنها الأمور غیر الملائمة.
هنا یقسم الله تعالى بعالم الخلقة الذی هو فی واقعه زوج، ویقسم بخالقه الذی هو فرد.
(وَاللَّیْلِ إِذَا یَسْرِ); کان الإنسان عند نزول هذه الآیة یتصور أنّ الکرة الأرضیة تمثّل محور عالم الوجود، وأنّ جمیع الکرات الأخرى تدور حول الأرض، ثمّ أدرک الإنسان خطأ هذا التصور بسبب التطور العلمی فی القرون الأخیرة، وعَلِم أنّ الأرض کرویة تدور حول نفسها من جهة، وحول الشمس من جهة أخرى، وبسبب دورانها حول نفسها تحدث ظاهرة اللیل والنهار، ولو أنّ الإنسان خرج من الکرة الأرضیة ونظر إلیها من خارجها، فإنّه یرى أنّ اللیل فیها یتحرک «وفی هذه الآیة یقسم الله تعالى باللیل المتحرک الذی لا یتوقف» وحرکة اللیل هذه أشار إلیها القرآن الکریم قبل مئات السنین. واعتبرها من النعم الإلهیّة العظیمة للبشر، بل لجمیع الکائنات الحیّة، فلولا حرکة اللیل، یعنی لو أنّ اللیل کان ثابتاً فی جانب من الکرة الأرضیة، والنهار ثابت فی الجانب الآخر منها، فإنّ جمیع البشر بل جمیع الأحیاء ستتعرض للفناء والموت، فالأحیاء التی تعیش فی النصف المظلم من الکرة الأرضیة ستتجمد وتموت من البرد، والأحیاء التی تعیش فی النصف الآخر من الکرة الأرضیة، التی یستولی علیها النهار، سوف تحترق من شدّة حرارة الشمس وتتحوّل إلى رماد.
هذا فی حال تفسیر الآیة الشریفة تفسیراً مادیاً، وأمّا على أساس التفسیر المعنوی فیکون معنى الآیة کالتالی: «أیّها الإنسان! ربّما تکون آفاق روحک مظلمة کظلام اللیل، ولکن ظلام الجهل هذا متحرک باتجاه أجواء المعرفة ونور العلم، فمثل هذه الظلمة مقدّسة أیضاً، لأنّها تعتبر مقدّمة للنور والضیاء، ولا شک فی أنّها تقود الإنسان إلى فضاء الیقین وآفاق الاطمئنان، فمثل هذا الشک المتحرک والظلام الإیجابی مقبول ویترتب علیه نتائج مثمرة.
 


(1) . وسائل الشیعة، ج 4، کتاب الاعتکاف، باب 1، ح 1. ضمناً طالعوا البحوث المتعلقة بالاعتکاف فی کتابنا «الاعتکاف عبادة کاملة».
(2) . وردت تفاصیل هذا البحث فی الفصل الرابع من القسم الأول من کتاب «عاشوراء»، بإشراف آیة الله العظمى مکارم الشیرازی (مدّ ظلّه).
(3) . التفسیر الأمثل، ذیل الآیة المذکورة.
(4) . التفسیر الأمثل، ذیل الآیة المذکورة.
تفاسیر مختلفة لآیة واحدة! تفاسیر أخرى للفجر
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma