ما معنى تزکیة النفس؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأقسام القرآنیة
أهمیّة تزکیة النفس التزکیة فی کلمات النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)


التزکیة فی اللغة العربیة وردت بمعان مختلفة ومتقاربة، مثل: تطهیر، تخلیص، تصفیة، وأحیاناً تأتی بمعنى التنمیة أیضاً. وطبعاً فإنّ النمو هو نتیجة لعملیة التطهیر والتصفیة، على أیّة حال فالإنسان إذا أراد التحرک فی خط العودة إلى الفطرة النقیة الاُولى، فعلیه تطهیر بدنه وروحه من شوائب الذنوب والرذائل الأخلاقیة والعمل على تنقیة روحه وقلبه من العناصر التی تعیق سلوک طریق السعادة والفلاح، على سبیل المثال: عندما تهطل قطرات المطر من السماء فإنّها تکون صافیة وشفافة ولا یکدر صفوها شیء، لأنّها عبارة عن ماء مقطر، ولذلک لا یخالطها شیء حتى الأملاح، ولکن عندما تقترب من الأرض وتتصل بالهواء الملوث وتصل إلى الأرض فإنّها تتجمع کلها لتجری على سطح الأرض، وسوف تحمل معها الشوائب التی تصادفها فی طریقها وتتلوث بها، وکلما جرت المیاه على سطح الأرض أکثر فإنّها تحمل معها الشوائب والأتربة أکثر وتزداد تلوثاً، حتى تتحوّل إلى سیل ممزوج بالزبد والأوساخ والطین.
ویصوّر القرآن الکریم هذه المراحل فی الآیة 17 من سورة الرعد بأجمل صورة ویقول:
(أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِیَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّیْلُ زَبَداً رَّابِیاً وَمِمَّا یُوقِدُونَ عَلَیْهِ فِی النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْیَة أَوْ مَتَاع زَبَدٌ مِّثْلُهُ کَذَلِکَ یَضْرِبُ اللهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَیَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا یَنفَعُ النَّاسَ فَیَمْکُثُ فِی الاَْرْضِ کَذَلِکَ یَضْرِبُ اللهُ الاَْمْثَالَ).
إذا أردنا استخدام هذا الماء الملوث والانتفاع منه فینبغی لنا تصفیته وتنقیته من الشوائب والأتربة، أی أن یمرّ هذا الماء الملوث من خلال مصافی متعددة لکی یکون صالحاً للشرب أو التطهیر.
وقصّة الإنسان تشبه قصّة قطرات المطر هذه، ففی ابتداء الخلقة کان الإنسان کقطرات الماء الصافیة طاهراً وعاریاً عن الشوائب، ولکنّه تدریجیاً وبسبب ارتباطه بالمحیط ومن خلال التعاطی مع الآخرین فی واقع الحیاة، سیحمل شوائب ویتغیّر من خلال رفاق السوء وأجهزة الاتصالات والاذاعات الفاسدة والکتب الضالة والمجلات المبتذلة والمجالس الملوثة، والقنوات الفضائیة الرخیصة التی تشیع الرذیلة والانحطاط الأخلاقی فی أجواء المجتمع وما إلى ذلک، والآن إذا أراد هذا الإنسان تطهیر نفسه وتهذیب قلبه من هذه الرذائل والشوائب والنجاة منها فینبغی له أن یمرّ من خلال المصافی وآلیات التطهیر من قبیل القرآن الکریم، أحادیث المعصومین(علیهم السلام)، حِکم نهج البلاغة، نصائح العلماء، سیرة الأنبیاء والأولیاء، العبادات المتنوعة، من الصلاة والصیام وأمثال ذلک، وحینئذ بإمکانه التحلیق فی آفاق المعنویة والمُثل الإنسانیة والابتعاد عن عناصر الرذیلة والشهوة، وبالتالی العودة إلى فطرته النقیة الأولى.
والجدیر بالذکر أنّ هذا العمل وهذا السلوک فی تهذیب النفس یجب أن یتمّ فی هذه الدنیا، فلا مجال فی الآخرة لعملیة التزکیة والتهذیب، بالرغم من أنّ الله تعالى ربّما یقوم بهذه المهمّة فی ذلک الیوم ویعمل على تخلیص بعض الناس من الشوائب وینقیهم من آثار الذنوب ثم یدخلهم الجنّة، ولکن هذا الأمر لیس کلیاً وعاماً بل یختص ببعض الأشخاص الذین یملکون اللیاقة والقابلیة لذلک فی هذه الدنیا، کما أنّ الشفاعة لا تشمل جمیع الناس بل تحتاج الى قابلیات خاصة یجب على الإنسان تحصیلها واکتسابها فی هذه الدنیا، لأنّ الله تعالى حکیم ولا یعمل شیئاً بدون حکمة.
 

أهمیّة تزکیة النفس التزکیة فی کلمات النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma