التقدیر فی الرزق أو السعی للرزق؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأقسام القرآنیة
شرح و تفسیر: العلائم الثلاث للتوحید البطالة ووظیفة المسؤولین


سؤال: ما معنى تقدیر الرزق فی الآیة؟ هل یعنی ذلک أنّ الإنسان بإمکانه أن یجلس جانباً ولا یبذل أی جهد وعمل انتظاراً للتقدیر الإلهی؟
الجواب: اوّلا: إنّ الله تعالى لم یضمن الرزق للإنسان فحسب، بل ضمن الرزق لجمیع الموجودات الحیّة فی العالم ولذلک نقرأ فی الآیة 6 من سورة هود:
(وَمَا مِنْ دَابَّة فِی الاَْرْضِ إِلاَّ عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَیَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا کُلٌّ فِی کِتَاب مُّبِین).
أجل! فالباری تعالى ضمن رزق جمیع الموجودات ویعلم بمحل معیشتها الدائم والمؤقت، وعلى هذا الأساس لا ینبغی لأی أحد أن یقلق لرزقه ومعاشه.
أمّا کیفیة إیصال الرزق إلى بعض الکائنات الحیة فعجیبة جدّاً، مثلاً هناک بعض الأسماک فی البحار رزقها فی السماء وذلک فی «السمک المجنّح» الذی یصطاد طعامه بأن ینبسط على سطح الماء، فتتصور الطیور أنّ هذا المکان مناسب لهبوطها علیه، وعندما تنزل الطیر وتقف على هذه السمکة تتجمع السمکة فجأة وتحیط بالطیر وتصطاده وتنزل إلى الأعماق.
ومن جهة أخرى نرى أن بعض طیور السماء تصطاد غذاءَها من البحر، فبعد أن یشاهد هذا الطیر صیده فی الماء ینزل بسرعة إلى سطح البحر ویدخل الماء إلى مسافة عشرة أمتار وأحیاناً أکثر من ذلک ویصطاد السمکة ویخرج من الماء، والعجیب فی هذا الأمر عملیة تشخیص السمکة من تلک المسافة العالیة والبعیدة، فکیف یستطیع هذا الطائر تشخیص هدفه بدقّة ثم اصطیاده بتلک المهارة والسرعة؟ إنّ الاجابة عن جمیع هذه الأسئلة وردت فی هذه الآیة الشریفة وأنّ الله تعالى ضمن رزق جمیع الأحیاء.
والأعجب من ذلک ما قرأته فی إحدى الصحف الصادرة قبل الثورة الإسلامیة، حیث ورد فی تلک الصحیفه أنّه توجد أنواع من الحیتان العظیمة فی البحار عندما تأکل طعامها من الأسماک الأخرى تبقى أجزاء من لحوم تلک الأسماک بین أسنانها، وهذه الحیتان لا تستطیع السواک أو إخراج هذه القطع الصغیرة من اللحوم بواسطة التخلیل، ولکن الله تعالى ألهمها بأن تخرج من البحر وتضطجع على الساحل وتفتح فمها للتخلص من الأجزاء الصغیرة من اللحم بین أسنانها بواسطة الطیور الجائعة التی تنزل على هذه الحیتان لطلب الغذاء وتدخل إلى أفواهها وتبدأ بالتقاط تلک الأجزاء الصغیرة من اللحم المزاحمة لهذه الحیتان، والعجیب أنّ هذه الحیتان تبقى أفواهها مفتوحة إلى أن یلتقط آخر طیر من هذه الطیور آخر قطعة من اللحم من بین أسنانها، ثم یخرج ذلک الطیر ویغلق الحوت فمه.
إنّ الله تعالى ومن خلال إلهام هذه الحیتان العظیمة وإلهام تلک الطیور فی البحث عن طعامها، أشبع هذه الطیور وأراح تلک الحیتان من تلک الأجزاء المزاحمة.
وخلاصة الکلام، أنّه لا شک فی أنّ الله تعالى ضمن رزق جمیع الأحیاء من الإنسان وغیر الإنسان، ومضافاً إلى هذه الآیة المذکورة فهناک آیات أخرى وردت فی القرآن الکریم وکذلک فی روایات المعصومین(علیهم السلام) تقرر هذه الحقیقة.
ولکنّ النقطة المهمّة هنا أنّ الله تعالى ضمن الرزق للمخلوقات بشروط خاصّة وأحدها السعی وبذل الجهد لطلب هذا الرزق واکتسابه، یقول الإمام علی(علیه السلام):
«اُطْلُبُ الرِّزْقَ فَإِنَّهُ مَضْمُونٌ لِطـالِبِهِ»(1).
وعلى ضوء ذلک فإنّ الله تعالى لا یضمن رزق الأشخاص الذین یعیشون الکسل وطلب الراحة ولا یتحرکون فی سبیل الکسب وتهیئة أمور المعاش، بل الضمان الإلهی ینحصر بمن یسعون فی طلب الرزق، کما هو المثل المعروف بین الناس: «منک الحرکة ومن الله البرکة».
سؤال: لماذا ضمن الله تعالى الرزق للناس؟
الجواب: إنّ الإنسان حریص بذاته: (إِنَّ الاِْنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً)(2)، ولذلک فإنّه یتحرک فی طلب الرزق وتحصیل أمور المعیشة من موقع الحرص والهلع خوفاً من بقائه جائعاً، وخوفاً على مستقبل أولاده، والشخص الذین یعیش الحرص والهلع یقوده هذا الحرص إلى ارتکاب الذنوب والتلوث بأنواع المعاصی.
فالحریص ربّما یمیل إلى أخذ الرشوة، وربّما یأکل الربا، ویحتمل أن یغش فی معاملاته أو یطفف فی المیزان، والخلاصة أنّه لا یمتنع من أی ذنب ومخالفة من أجل کسب الرزق، کل ذلک بدافع الطمع والجشع والحرص، ولکن إذا علم أنّ رزقه مضمون عند الله وعلیه أن یتحرک فی طلبه، فإنّه لا یجد باعثاً على التلوّث فی وحل الذنوب.


(1) . میزان الحکمة، باب 1479، ح 7127 .
(2) . سورة المعارج، الآیة 19 .

 

 

شرح و تفسیر: العلائم الثلاث للتوحید البطالة ووظیفة المسؤولین
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma