منشأ المشکلات فی الجاهلیة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأقسام القرآنیة
وظیفة العلماء فی مقابل البدع البدعة الخاصّة والعامّة


إنّ العرب فی الجاهلیة کانوا یعیشون مشاکل عدیدة، وهذه المشاکل تمتد بجذورها إلى عوامل وأسباب مختلفة، ولکن هناک عاملین أساسیین فی بروز تلک المشاکل والأزمات الاجتماعیة والأخلاقیة:
1. الخرافات; فقد کان العرب فی الجاهلیة یعیشون أنواع الخرافات التی أفرزتها أذهانهم الصغیرة واُفقهم الضیق، وکانت نتیجتها الوقوع فی الکثیر من الأزمات والمآزق.
2. البدع; فقد کان أعراب الجاهلیّة یعتقدون بدین خاص وبالرغم من أنّ هذا الدین قد تعرض للتحریف والتحویر ولکنه بالنسبة إلى الأدیان الأخرى یتضمن بدعاً کثیرة ومختلفة، ومن جملة تلک البدع تحریم بعض الأطعمة من قبیل تحریم بعض اللحوم والخبز وأمثال ذلک وتقدیمها بشکل خاص إلى الأصنام، وقد تقدّم بعض الکلام عن هذا الموضوع فیما سبق.
وأحد الأمور الذمیمة الأخرى لهؤلاء الجاهلیین، قتل أبنائهم وخاصة البنات، وهذه البدعة القبیحة والوحشیة لها ثلاثة عوامل:
أ) إنّ العرب فی ذلک الوقت کانوا یعتبرون البنات مصدراً للعار والخزی والفضیحة، ولهذا کانوا یدفنوهنّ أحیاء ویفتخرون بهذه الجریمة البشعة حیث تشیر الآیة إلى هذه الحقیقة وتقول: (بِأَىِّ ذَنْب قُتِلَتْ)(1).
ب) العامل الآخر، الفقر والمسکنة، فمن أجل التخلص من الفقر المدقع والعوز الشدید فی المال والطعام کانوا یقتلون أبناءهم، والآیة الشریفة تشیر إلى هذا المعنى وتقول:
(وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَکُمْ خَشْیَةَ إِمْلاَق نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِیَّاکُمْ)(2).
وأیضاً قوله تعالى: (وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَکُمْ مِّنْ إِمْلاَق نَّحْنُ نَرْزُقُکُمْ وَإِیَّاهُمْ)(3).
ج) العامل الثالث لظهور هذه البدعة الخطیرة فی الوسط الاجتماعی، التقرب إلى الأوثان التی لا تضرّ ولا تنفع، فالعرب فی الجاهلیة کانوا لا یکتفون بتقدیم القرابین من الأضاحی والأنعام والإبل، بل أحیاناً کانوا یقدّمون أبناءهم ویذبحونهم على أقدام الأصنام، تقول الآیة الشریفة: (قَدْ خَسِرَ الَّذِینَ قَتَلُوا أَوْلاَدَهُمْ سَفَهاً بِغَیْرِ عِلْم وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللهُ افْتِرَاءً عَلَى اللهِ)(4).
وعلى ضوء ذلک فإنّ هذه البدع الکثیرة قد سلبت راحتهم وشوشت أذهانهم ودمرت اقتصادهم وکان لها دور مخرب فی حیاتهم الاجتماعیة والأخلاقیة والثقافیة، ولهذا نرى أنّ القرآن الکریم یتحدّث فی تسع آیات قرآنیة عن البدعة بعبارة (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللهِ).
وعلیه فمهما تحدّثنا عن قضیة خطأ البدعة والافتراء على الله کان ذلک قلیلاً ولا یفی بالمطلوب لأهمیّة هذا الموضوع، فعلى الجمیع أن یلتزموا جوانب الحذر من هذه الظاهرة الخطیرة حتى لا یتورطوا فی إلحاق الظلم بأنفسهم وبالأشخاص الذین یعملون بهذه البدع، وکذلک یظلمون دینهم ورسالتهم السماویة.
 


(1) . سورة التکویر، الآیة 9 .
(2) . سورة الاسراء، الآیة 31 .
(3) . سورة الأنعام، الآیة 151 .
(4) . سورة الأنعام، الآیة 140 .

 

وظیفة العلماء فی مقابل البدع البدعة الخاصّة والعامّة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma