إنّ قضیة المعاد تتخذ لها مکانة محوریة فی حیاة أولیاء الله وتنعکس على سلوکیاتهم وأعمالهم، لأنّ هؤلاء الأولیاء یملکون من الإیمان بالمعاد المرتبة العلیا والشدیدة.
ونشیر فی هذا البحث إلى الخطبة 224 من نهج البلاغة، التی تتضمن قصّتین من القصص العجیبة التی تحکی عن شدّة إیمان هذا الإمام بأمر المعاد، ویتحدّث الإمام(علیه السلام)فی بدایة الخطبة وقبل أن یقصّ هاتین القصتین، عن حالته فیما یواجه من تحدیات صعبة فی واقع الحیاة وبعبارات شیّقة ومثیرة ویقول:
«وَاللهِ لاََنْ أَبیتَ عَلى حَسَکِ السَّعْدانِ مُسَهَّداً، أَوْ اُجَرَّ فِى الاَْغْلالِ مُصَفَّداً، أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ ألْقَى اللهَ وَرَسُولَهُ یَوْمَ الْقِیـامَةِ ظـالِماً لِبَعْضِ الْعِبـادِ، وَغـاصِباً لِشَیء مِنَ الْحُطـامِ، وَکَیْفَ أَظْلِمُ أَحَداً لِنَفْس یُسْرِعُ إِلَى الْبِلى قُفُولُهـا، وَیَطُولُ فِی الثَّرى حُلُولُهـا؟!».