عندما یختار الله تعالى من عبادة الاتقیاء مَن یجعله فی مرتبة المخلَصین بسبب مجاهدته لأهوائه النفسانیة وسعیه فی خط تهذیب النفس والعبودیة والاستقامة، فإنّ هذا العبد سینال مقاماً رفیعاً إلى درجة أنّه یکون آمناً من وساوس الشیطان فلا یستطیع الشیطان النفاذ إلى قلبه، کما أنّ الشیطان نفسه أقرّ بهذه الحقیقة وقال: (إِلاَّ عِبَادَکَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِینَ)(1).
المثوبة الأخرى للمخلَصین أنّهم ینالون ثواباً لا حدّ له ولا حصر کما تشیر الآیة 40 من سورة الصافّات:
(وَمَا تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا کُنتُمْ تَعْمَلُونَ * إِلاَّ عِبَادَ اللهِ الْمُخْلَصِینَ).
فهؤلاء المخلَصین هم عارفون بالله على نحو الحقیقة کما تشیر ذلک الآیة 159 من سورة الصافّات:
(سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا یَصِفُونَ * إِلاَّ عِبَادَ اللهِ الْمُخْلَصِینَ).
أیّها القاریء العزیز! ینبغی لنا السعی للإقتداء بهؤلاء العباد المخلَصین ونتحرک فی حیاتنا وسلوکیاتنا فی خط المخلصین ونطلب من الله مد ید العون لنا لنتمکن من تخلیص أنفسنا وتطهیر قلوبنا بالمقدار الممکن لنحصل على اللیاقة والقابلیة للورود فی زمرة المخلَصین.