القسم الأوّل: قسم بیوم القیامة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأقسام القرآنیة
3. أقسام سورة القیامة القسم الثانی: القسم بالضمیر الیقظ


وربّما یثیر البعض هذا السؤال، لماذا تبحث الآیات القرآنیة، وخاصةً الواردة فی السور المکّیة، فی مسألة یوم القیامة بهذا التفصیل وبهذه الکثرة وقد ورد القسم على هذه الحقیقة أکثر من مرّة فی السور القرآنیة ؟
والجواب عن هذاالسؤال واضح،لأنّ عالم الوجود سیکون أمراً عبثیاً بدون القیامة وعالم الآخرة، ولا یکون للحیاة معنىً معقولاً، فلو أنّ الإنسان عمّر فی هذه الدنیا سبعین أو ثمانین سنة أو أکثر أو أقل، وفی هذه الحیاة ابتلی بالکثیر من الأمراض وواجه الکثیر من الصعوبات، وتحمّل الکثیر من البلایا والمصائب والآلام، وبعد ذلک یموت وینتهی کلّ شیء، فهل هذا المعنى ینسجم ویتناسب مع حکمة الله تعالى؟
إنّ عالم الوجود بدون یوم القیامة حاله حال الجنین الذی یموت فور ولادته، فلو افترضنا عدم وجود الحیاة فی هذه الدنیا بالنسبة للجنین، فلو کان للجنین عقل وشعور لقال : إذا تقرر أن أموت بعد ولادتی وبعد انتهاء مراحل الحیاة فی الرحم، إذن فلماذا اتحمل کلّ هذه الصعوبات فی هذا المحیط الضیق والمظلم حتّى أننی لا أستطیع فتح عینی، وینبغی علیّ أن أتغذى من الدم، فما الحکمة فی ذلک؟ ولکن إذا تقرر أن یکتب لی الحیاة فی الدنیا بعد انتهاء المرحلة الجنینیة وابقى فی الدنیا إلى تسعین سنة تقریباً، أی قرابة تسعین مرّة أکثر من مدّة الحمل، فإنّ جمیع المشاکل والصعوبات التی أعیشها فی رحم الاُمّ ستکون مفهومة وذات معنى وقابلة للتحمّل حینئذ، ونحن البشر إذا کنّا نعتقد بوجود هدف من هذه الحیاة ووجود آخرة بعد الموت فإنّ هذه الحیاة بما فیها من أزمات ومعاناة ومشاکل ستکون قابلة للتحمّل، لأننا سنرى نتیجة أعمالنا ومعاناتنا فی ذلک العالم.
مضافاً إلى ذلک فلو لم تکن هناک حیاة بعد الموت ولم یکن هناک یوم القیامة، فإنّ مسألة العدل الإلهی ستخضع للاهتزاز وتثار حولها علامات الاستفهام، فنحن نعرف فی زماننا هذا الکثیر من الطغاة والمستکبرین الذین ظلموا الناس إلى درجة أنّ هذه الدنیا لا تتسع لعقوبتهم ولا تختزن من إمکانات کافیة لإقامة الجزاء العادل بحقّهم، وفی مقابل ذلک نرى الکثیر من الأشخاص الذین قدّموا خدمات کبیرة وعبادات مهمّة بحیث لا تتقبّل هذه الدنیا بظرفیتها المحدودة لمنحهم جزاءهم وثوابهم فی هذه الحیاة، فالعدالة الإلهیّة تقتضی وجود عالم آخر یتسع لعقاب ومؤاخذة الظالمین والطغاة، ولمنح المحسنین والصالحین ثوابهم الذی یستحقونه.. هل من الممکن إعطاء شهداء کربلاء الذین قدّموا الغالی والنفیس فی طریق الدفاع عن الإسلام وأهل البیت(علیهم السلام) ووهبوا أنفسهم فی خطّ التضحیة للقیّم السماویة والتعالیم الإلهیّة من موقع الإخلاص والإیثار، ثوابهم فی هذه الدنیا المحدودة وفی هذا العالم الضیّق؟ وکذلک هل یمکن إنزال العقاب الذی یستحقه الجناة والمجرمون الذین سفکوا دم أکمل الناس وأطهرهم فی عصره، وهو الإمام الحسین(علیه السلام)، ومن معه من أصحابه وأبنائه بتلک الکیفیة الوحشیة، فی هذه الحیاة المحدودة؟
لابدّ من وجود عالم آخر تتسع مساحته وظرفیته لکلّ هذه العقوبات والمثوبات.
وعلى ضوء ذلک، فإنّ یوم القیامة هو ما یقتضیه العدل الإلهی، ومن هذه الجهة نرى الاهتمام الکبیر بهذه الخصوصیات المهمّة لیوم القیامة فی القرآن الکریم.
 

3. أقسام سورة القیامة القسم الثانی: القسم بالضمیر الیقظ
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma