الأمر الثانی: عبادة الثروة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأقسام القرآنیة
شکر النعمة فی الروایات الإنسان مذموم أم ممدوح؟


الأمر الآخر الذی یطرحه الله تعالى فی هذه السورة الشریفة ویقسم علیه ثلاثة أقسام، حالة عبادة الثروة عند الإنسان، تقول الآیة:
(وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَیْرِ لَشَدِیدٌ).
کلمة «خیر» فی هذه الآیة الشریفة جاءت بمعنى المال، فالمال إذا أنفقه الإنسان فی محله المناسب فإنّه یکون خیراً واقعاً، وإذا أنفقه فی غیر محلّه فسوف یکون شراً ووبالاً.
أجل! إنّ بعض الناس یعیش العلاقة الشدیدة والحب المفرط للأموال والثروات، ولهذا لا یفکر فی سلامة الطریق للحصول على مال، بل یفکر فقط فی جمعه وادخاره ومن أی مکان وبأیة وسیلة، فی حین أنّ أحد موارد السؤال یوم القیامه هو السؤال عن مصدر الأموال التی جمعها الإنسان فی حیاته، وما لم یقدم الإنسان جواباً عن هذا السؤال فإنّه لا یسمح له بعبور تلک العقبة، وهذا السؤال هو: «من أین حصلت على هذا المال، وأین أنفقته؟».
إذا اعتقد الإنسان بالیوم الآخر والحساب فی ذلک الیوم فإنّه لا یمد یده أبداً للمال الحرام، ولا یفکر اطلاقاً بزیادة ثرواته وتراکم أمواله، وبغض النظر عن التبعات والتداعیات الأخرویة على المال الکثیر، فإنّه یتسبب فی خلق جو من القلق وإثارة حالة الاضطراب وإثارة المشاکل فی حیاة الإنسان، فعندما کنّا مبعدین فی مدینة «انارک» (وهی مدینة صغیرة تقع فی قلب الصحراء وکان بعض الشبّان الشجعان یأتوننا بماء شرب من اصفهان على الدراجة البخاریة) وقد رأى أحد المؤمنین حالتنا الصعبة فی ذلک المکان، وتألم کثیراً لحالنا وبعد أن عاد إلى مدینته أرسل إلینا سیارة محملة بالبطیخ الأحمر، ولکننا وجدنا صعوبة کبیرة فی تناول کل هذا المقدار من البطیخ، وکان أحد الأشخاص یحمل فی کل لیلة مقداراً من البطیخ ویوزعه على الفقراء والمستحقین فی تلک المدینة النائیة، والحقیقة أنّ الشخص الذی یجمع الملیارات من طریق الحلال والحرام، ماذا یفکر أن یصنع بکل هذه الثروة؟ إنّ المال یحتاج إلیه الإنسان بمقدار معقول لرفع حاجاته وحاجات الآخرین وبذلها فی مشاریع الخیر، ولکن إذا کان أکثر من هذا المقدار فإنّه یتسبّب فی زیادة مشاکل الإنسان وإثارة عناصر القلق النفسی والتشویش الذهنی فی حرکة الحیاة.
وخلاصة الکلام، إنّ الله تعالى أقسم بهذه الأقسام الثلاثة فی سورة العادیات لغرض إلفات نظر الإنسان إلى النعم الإلهیّة، واجتناب الوقوع فی منزلقات البخل وکفران النعمة وحب المال وما یترتب على هذه الرذائل من تبعات وخیمة فی الدنیاوالآخرة.

شکر النعمة فی الروایات الإنسان مذموم أم ممدوح؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma