التناسب بین العقوبة والجریمة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأقسام القرآنیة
المحور الثانی: المقسم له العلاقة بین الأقسام والمقسم له


السؤال الثانی: ألا ینبغی أن یکون هناک تناسب بین العقوبة والجرم الذی ارتکبه المذنب؟ وممّا لا شک فیه أنّ کل جرم له عقوبة خاصة متناسبة معه، فأحیاناً تکون ضربة سوط فقط، وأحیاناً أخرى خمسین سوطاً، وثالثة مائة سوط، وتارة یکون الذنب ثقیلاً إلى درجة أنّه یحکم على مرتکبه بالموت، بل نشاهد بعض المجرمین یحکمون بالإعدام عشر مرات، وهذا یدّل على عمق جریمتهم وعظم ذنبهم، ومع الالتفات إلى هذا المعنى فإنّ الکفّار والمعاندین والجبابرة الفراعنة الذین غرقوا طیلة عمرهم فی وحل الذنوب والمعاصی والجرائم، فینبغی أن تکون عقوبتهم متناسبة مع جرائمهم، فلو أنّهم قضوا من عمرهم خمسین سنة فی المعصیة والإثم فیجب أن یقضوا خمسین سنة من العقوبة، لا أنّهم یخلدون فی النار یوم القیامة. ومن هذا المنطلق یأتی هذا السؤال: ألا یتنافى خلود الکفّار فی عذاب جهنّم مع حکمة الله وعدالته؟
الجواب: یتبیّن جواب هذا السؤال ممّا تقدّم فی جواب السؤال السابق، فعندما تکون العقوبة والعذاب انعکاساً لما ارتکبناه من أعمال فی هذه الدنیا فلا غرابة فی الخلود فی العذاب الاُخروی، فلو انخدع الإنسان بوساوس الشیطان وتلوث بشرب الخمر مدّة قصیرة وأثّر ذلک على قلبه وأدى إلى عطبه ومرضه المزمن، فهل هناک ملوم غیره؟ وهل یمکن القول إنّ تناول الخمر مدّة شهر واحد لا یتناسب مع الوقوع فی فراش المرض طیلة العمر؟
وإذا اتجه شاب نحو المخدرات وبدافع من الهوى والشهوة وتلوث بها مدّة أسبوع واحد ثم صار مدمناً علیها، وبالتالی تحمل العذاب والمأساة والمعاناة طیلة عمره، فمن هو المقصر؟
إذا کان للإنسان جناحان وأعطی له العمر الخالد، ثم إنّه بنفسه أحرق جناحه وفقد القدرة على التحلیق والطیران بشکل دائم، فمن هو الملوم؟ هل یقول أحد إنّ هذه العقوبة، وهی الحرمان الأبدی من الطیران، غیر عادلة ولا تتناسب مع الفعل؟
إنّ آثار ونتائج الذنوب متفاوتة، فبعض الذنوب لها آثار مؤقتة وقصیرة المدّة، وبعضها ذات أثار طویلة المدّة، وبعضها الآخر لها آثار ونتائج باقیة وخالدة، وهذا الأمر لا یتنافى مع عدالة الله وحکمته، فربّما تتسبب لحظة واحدة من الهوى والشهوة فی الندم طیلة العمر، ونلاحظ أنّ بعض الأطفال الذین یلعبون أیّام العید بالمواد المتفجرة ویقذفون بها من کل جانب فلو أصابت عینه فسوف یفقد بصره إلى آخر العمر، فبالرغم من أنّ خطأه استغرق لحظة واحدة، ولکنّ نتیجته تستغرق طیلة العمر.
 

المحور الثانی: المقسم له العلاقة بین الأقسام والمقسم له
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma