شأن النزول: غزوة ذات السلاسل، أو مراسم الحج؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأقسام القرآنیة
6. أقسام سورة العادیات أدلّة کون سورة العادیات مکّیة


وقد ذکر المؤرخون والمفسّرون فی شأن نزول هذه الآیة موردین، وعلى هذا الأساس هناک خلاف بینهم هل هذه السورة مکّیة أم مدنیة؟
شأن النزول الأوّل: لقد وقعت غزوة ذات السلاسل فی السنة الثامنة للهجرة، وقد نزلت سورة العادیات بمناسبة هذه الواقعة.
وتوضیح ذلک: ورد خبر لنبی الإسلام(صلى الله علیه وآله)أنّ 12 ألفاً من المشرکین اتحدوا بینهم ونزلوا أرض «یابس» التی تبعد عن المدینة یوماً أو ثلاثة أیّام، واحتشدوا هناک وهم یقصدون غزو المدینة المنورة، أمّا رسول الله(صلى الله علیه وآله) فقد کان یتجنب الحرب وسفک الدماء مهما أمکنه ذلک، ویسعى بمقتضى تعالیم الإسلام السامیة أن یحل المسائل بطرق سلمیة والتصالح والتفاهم، وإذا لزم الأمر فإنّه یتحرک من موقع الدفاع بشجاعة فائقة، ولهذا أرسل النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) هیئة من کبار المسلمین إلى هؤلاء المشرکین، وبعد أن تحدّث رسل النبی إلى قادة المشرکین، لم یصلوا إلى نتیجة، وکان المشرکون یصرون على الحرب والقتال، فعاد أفراد الوفد إلى المدینة المنورة، وأخبروا رسول الله(صلى الله علیه وآله) بما حصل، فبعد أن یأس رسول الله(صلى الله علیه وآله)من التفاهم مع هؤلاء المشرکین طلب علیّاً(علیه السلام) لیحل هذه المشکلة(1).
فجمع الإمام علی(علیه السلام) جیشاً من المسلمین وتوجه إلى هؤلاء الأعداء، وبما أنّ جیش الإسلام کان قد تحرک من المدینة فی لیلة مظلمة وبشکل سری، فإنّ العدو لم یلتفت إلى ذلک، فکان أن أطبق علیهم الجیش الإسلامی وحاصرهم، إلاّ أنّ المسلمین لم یهاجموا العدو فی اللیل بل صبروا حتى طلع الفجر وبدأوا هجومهم الصاعق على المشرکین، ولما کان العدو غافلاً عن هذه الخطة والحملة السریعة فقد سقط الکثیر من أفراده قتلى، وأسر المسلمون الباقی وانتصر الجیش الإسلامی فی هذه الواقعة، وقیّدوا الأسرى بالسلاسل لمنعهم من الفرار «ولذلک سمّیت هذه الغزوة بذات السلاسل» وعادوا إلى المدینة منتصرین ومرفوعی الرأس.
والملفت أنّ الجیش الإسلامی فی صباح ذلک الیوم وبینما کان یبعد عن المدینة المنورة مسافة یومین أو ثلاثة أیّام، قرأ النبی الأکرم(علیه السلام) فی صلاة الصبح بعد سورة
الحمد سورة العادیات وتعجب المسلمون من ذلک، وسألوا النبی بعد الانتهاء من الصلاة: هل نزلت سورة جدیدة؟ فقال رسول الله(صلى الله علیه وآله): أجل، إنّ هذه السورة نزلت توّاً وبمناسبة انتصار جیش الإسلام على المشرکین، وسوف یعود المجاهدون المسلمون منتصرین ومعهم الغنائم والأسرى.
شأن النزول الثانی: وذهب بعض إلى أنّ سورة العادیات مکّیة، والمقصود من هذه الأقسام، الخیل والإبل التی یستخدمها الحجاج للتوجه إلى عرفات، وبعد الانتهاء من مناسک عرفات یتجهون إلى المشعر الحرام، وفی صباح الیوم العاشر یتجهون إلى منى، وعلى هذا الأساس فإنّ الله تعالى أقسم بهذه الخیل والإبل التی یستخدمها الحجاج فی حرکتهم وانتقالهم فی مناسک الحج.
الخلاصة، أنّه طبقاً لشأن النزول الأول، فإنّ سورة العادیات مدنیة، وأمّا شأن النزول الثانی فیقتضی أن تکون سورة العادیات مکّیة.
 


(1) . بما أنّ کل مشکلة کانت تقع فی عصر رسول الله(صلى الله علیه وآله)، کان الإمام علی(علیه السلام) یحلّها، فمن هنا اُطلق علیه لقب «حلال المشاکل»، ولم یقتصر الأمر على زمان رسول الله(صلى الله علیه وآله)، بل استمر هذا الحال حتى فی زمن الخلفاء أیضاً، ولیس هذا ادّعاء، بل إنّ الخلیفة الثانی اعترف مرات عدیدة بهذه الحقیقة، وقال: «اَللّهُمَّ لا تَبْقِنی لِمُعْضَلَة لَیْسَ لَها أَبُوالْحَسَن».

 

6. أقسام سورة العادیات أدلّة کون سورة العادیات مکّیة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma