فی سیاق الآیة 225 من سورة البقرة یشیر الله تعالى إلى نوعین من أنواع القسم ویقول:
(لاَ یُؤَاخِذُکُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِی أَیْمَانِکُمْ وَلَکِنْ یُؤَاخِذُکُمْ بِمَا کَسَبَتْ قُلُوبُکُمْ وَاللهُ غَفُورٌ حَلِیمٌ).
وتتحرک هذه الآیة الشریفة لتشیر إلى نوعین من القسم:
النوع الأول: القسم فی حالة اللغو، والمراد منه، أنّ الإنسان تارة یقسم وهو فی حالة عفویة بحیث لایفهم ما یقصد بکلامه، فمثل هذا القسم لا اعتبار له، ولا یحاسب الله علیه کما تصرّح الآیة الشریفة.
النوع الثانی: القسم فی الحالات العادیة من موقع الاختیار والإرادة العمدیة، فمثل هذا القسم معتبر ویجب العمل على وفقه، وکذلک یحرم اهماله وعدم الالتزام به، بشرط أن لا یکون متعلق القسم عملاً محرماً، من قبیل أن یقسم الإنسان فی الظروف العادیة وبکامل علمه واختیاره أن لا یصل رحمه، فمثل هذا القسم لا اعتبار له، لأنّ القسم وإن کان قد صدر عن علم واختیار وفی حالة عادیة، ولکن بما أنّه یتضمن عملاً محرماً فلایجب العمل به، لأنّ صلة الرحم واجبة ولا یمکن ترک هذا الواجب الإلهی بسبب القسم والنذر وأمثالهما.
ولکن إذا أقسم الشخص على أمر معین فی الحالات العادیة وعن علم واختیار ولم یکن متعلق القسم أمراً سیئاً، فحینئذ یجب العمل به، مثلاً أن یقسم بأن یشترک فی صلاة الجمعة فی کل أسبوع أو یتوجه فی کل شهر لزیارة المرقد المقدّس لأحد الأئمّة(علیهم السلام) أو الأولیاء، أو یشترک فی صلاة الجماعة وغیر ذلک(1).