تفاسیر مختلفة لآیة واحدة!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأقسام القرآنیة
4. الغایات الاقتصادیة التفسیر الثانی: تفسیر أشمل وأوسع


رأینا فیما تقدّم وجود تفاسیر مختلفة لهذه الأقسام الخمسة، وقد استعرضنا فیما سبق تفسیراً واحداً منها، والآن نستعرض التفسیر الثانی، ولکن قبل بیان تفاصیل هذا التفسیر، نجد من الضروری الاجابة عن سؤال یفرض نفسه فی الموضوع:
هل یمکن أن تتحمل الآیة الواحدة تفاسیر مختلفة؟ وهل یجوز أن نفسّر الآیة بأکثر من تفسیر.
الجواب: لا إشکال فی ذلک، کما أنّ بعض الروایات الواردة عن الأئمّة المعصومین(علیهم السلام) أقرّت بهذه الحقیقة، على سبیل المثال ورد فی تفسیر الآیة 32 من سورة المائدة تفسیران متفاوتان عن الإمام الصادق(علیه السلام). وفی البدایة نذکر الآیة الشریفة، ثمّ نتعرض إلى ما ورد فی تفسیرها فی الروایات.
(...مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَیْرِ نَفْس أَوْ فَسَاد فِی الاَْرْضِ فَکَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِیعاً وَمَنْ أَحْیَاهَا فَکَأَنَّمَا أَحْیَا النَّاسَ جَمِیعاً...).
یقول الإمام الصادق(علیه السلام) فی جوابه عمّن سأله عن تفسیر الآیة المذکورة: «مَنْ حَرَقَ أَوْ غَرَقَ» بمعنى أنّ الآیة تتحدث عن انقاذ النفس من الحرق أو الغرق وأمثال ذلک، أی أنّک لو رأیت حریقاً یشب فی بیت جارک وقد تعرض جارک لخطر الموت والحرق فی تلک النیران الملتهبة، فأخبرت المسؤولین عن إطفاء الحریق وجاءوا وأخمدوا النیران وأنقذوا هذا الشخص، فإنّک بذلک ستکون مشمولاً لهذه الآیة الشریفة طبقاً لبیان الإمام الصادق(علیه السلام)، وکأنّ عملک هذا بمثابة انقاذ المجتمع البشری، ولو قام معلم السباحة أو الشخص المسؤول عن انقاذ الغرقى فی السواحل بإنقاد شخص من خطر الغرق فی البحر، فعمله هذا یوازی إنقاذ جمیع أفراد المجتمع البشری. هذا أحد التفاسیر الواردة فی هذا الشأن، والذی نطلق علیه بالتفسیر المادی.
ولکن الإمام الصادق(علیه السلام) بعد بیان التفسیر الأول مکث مدّة ثم قال: «تَأْویلُهَا الاَْعْظَمُ أَنْ دَعـاها فَاسْتَجـابَ لَهُ»(1). فالتفسیر الآخر لهذه الآیة والمفهوم الأکبر الذی نستوحیه منها أن یقوم الشخص بدعوة آخر إلى سلوک طریق الحق أو الباطل، فیستجیب له ذلک الشخص ویتحرک فی الطریق الذی دعاه إلیه.
ومن هذا المنطلق إذا تحرکنا على مستوى دعوة الناس إلى الصراط المستقیم والخروج من أجواء الضلالة والانحراف إلى أجواء الهدایة والرسالة والإیمان، واهتدى شخص ضال بهذه الدعوة، فقد منحناه حیاة معنویة جدیدة وبالتالی ستشملنا الآیة الشریفة المذکورة.
أجل، إنّ مسألة الهدایة إلى طریق الخیر والصلاح إلى درجة من الأهمیّة بحیث ورد التعبیر عنها بالحیاة المعنویة، والآیة 24 من سورة الانفال تقرر هذه الحقیقة:
(یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اسْتَجِیبُوا للهِِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاکُمْ لِمَا یُحْیِیکُمْ).
سؤال: هل الناس کانوا موتى ودعاهم النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) إلى الحیاة؟
الجواب: کلاّ، ولکن بما أنّهم کانوا یعیشون أجواء الکفر والضلالة بعیداً عن آفاق السماء والنور فإنّهم من هذه الجهة بمثابة موتى فی إطار المعنى ومن جهة المعنویة، وقد سعى النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) إلى بعث الإیمان فی نفوسهم لإعادة الحیاة المعنویة لهم.
النتیجة أنّه لا إشکال من تقدیم تفاسیر مختلفة للآیة الواحدة، طبعاً مع اقترانها بقرائن وشواهد مقنعة.
 


(1) . نورالثقلین، ج 1، ص 620، ح 155 .

 

4. الغایات الاقتصادیة التفسیر الثانی: تفسیر أشمل وأوسع
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma