کان للزبیر ابن عمّة النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) بستان إلى جوار بستان أحد الأنصاریدعى حاطب بن أبی بلتعة. وکان الماء یجری من عین فی الجبل ویسقی بساتین المدینة، وفی أحد الأیّام اختلف الزبیر وحاطب بن أبی بلتعة على تقسیم الماء، ومن أجل حلّ الخلاف والنزاع بینهما جاءا إلى النبی(صلى الله علیه وآله) لیحلّ المشکلة، والحکم الإسلامی فی مثل هذا المورد هو أنّ البساتین التی تقع على مقربة من العین لها الحق فی السقی أولاً، ثم تصل النوبة إلى البساتین التی تقع أسفل منها، وبما أنّ بستان الزبیر کان یقع أعلى من بستان حاطب فقد أصدر النبی(صلى الله علیه وآله) حکمه لصالح الزبیر.
وعندما انتهت الجلسة ورجع الزبیر وحاطب إلى مکانهما رأیا فی الطریق رجلاً من الیهود، فسألهما الیهودی عن نتیجة التحاکم إلى النبی فقال حاطب:
ـ ماذا أقول فقد قضى لابن عمّته الزبیر.
فتعجب الیهودی عندما سمع هذا الکلام وقال لحاطب: لو کان موسى حاضراً وأمرنی أن أدنی رأسی ویضرب رقبتی بالسیف لأجبته بدون أی اعتراض، فکیف تقول هذا الکلام وتعترض على نبیّک الذی تؤمن به؟ فخجل حاطب وانتبه إلى خطئه، فنزلت الآیة الشریفة مورد البحث.