الحساب الدقیق لکل شیء

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأقسام القرآنیة
العلاقة بین الأقسام والمقسم له: أهمیّة المبدأ والمعاد 2. أقسام سورة الإنشقاق


إنّ التعادل والتوازن فی جمیع الأمور والأعمال فی حرکة الإنسان، ممّا أکّد علیه الإسلام، ویعتبر الإمام علی(علیه السلام) الأشخاص الذین یعیشون الانحراف عن جادة الاعتدال ویسلکون فی حیاتهم مسالک بعیدة عن الاتزان، أشخاصاً جاهلین بعواقب هذه السلوکیات المنحرفة، ویقول: «لا تَرَى الْجـاهِلَ إِلاّ مُفْرِطاً أَوْ مُفَرِّطاً»(1).
وفی الآونة الأخیرة قرأت خبراً فی الصحف ربّما یکون مضحکاً من جهة إلاّ أنّه مؤلم من جهة أخرى.
الخبر یقول: إنّ فتى وفتاة صارت بینهما علاقة مودة وصداقة، وازدادت هذه العلاقة وتعمقت یوماً بعد یوم، وتهیأت الأرضیة المناسبة لزواجهما المتلون بلون شاعری ورومانسی، إلاّ أنّ الشاب لم یعمل بتوصیة الإمام علی ولم یکن بحسب الظاهر من أهل الحساب الدقیق، فوافق أن یکون مهر زوجته 000/500 وردة من أوراد (المحمدی)، وکتابة دیوان شمس التبریزی، وهکذا اقیم احتفال العرس، ومضت عدّة أیّام بأجمل ما یکون، وتدریجیاً بدأت شحنات العشق بالاُفول والخمود، وبعد مدّة تحول العشق إلى برودة فی العواطف وبدأت الاختلافات تبرز على السطح، وبمرور الزمان ازدادت هذه الاختلافات، وأخیراً وصل الأمر إلى الطلاق، فتحرک القاضی لتقییم المبلغ المالی للمهر المذکور من موقع العقلانیة، واتصل بأحد بائعی الأزهار والورود وسأله عن قیمة وردة من ورود (المحمدی)، فقال له بائع الورد: إنّ قیمة کل واحدة تساوی 300 تومان، وکانت نتیحة ضرب 300 تومان فی 000/500 وردة، یساوی 150 ملیون تومان، فأمر القاضی هذا الشاب بدفع مبلغ 150 ملیون تومان لزوجته ثم الجلوس عدّة أشهر لکتابة دیوان شمس التبریزی بخط یده وتقدیمه إلى زوجته وبذلک یتخلص من مهر الزوجة.
أیّها القاریء الکریم! إذا کان هذه الشاب ومنذ بدایة ارتباطه بتلک البنت، من أهل الحساب والدقّة فی الأمور والنظر إلى العواقب فإنّه سوف لا یتحرک فی علاقته بها من موقع الافراط والتفریط، بل یسیر فی خط الاعتدال والتوازن، وبالتالی لا یواجه مثل هذه المشکلة الکبیرة.
ونعود مرّة أخرى لنستمع إلى کلمات مولى المتقّین الإمام علی(علیه السلام)یحدّثنا فیه عن معیار الصداقة والعداوة فی مجمل علاقة الإنسان مع الآخرین ومنها العلاقة الزوجیة، حیث یقول:
«أَحْبِبْ حَبیبَکَ هَوْناً مـا فَعَسى أَنْ یَکُونَ بِغیضَکَ یَوْماً مـا، وَأَبْغِضْ بَغیضَکَ هَوْناً مـا فَعَسى أَنْ یَکُونَ حَبیبَکَ یَوْماً مـا»(2).
إنّ المؤمن، عاقل وفطن، ولا یرى زمان الحال فقط. ولا یجمد ذهنه على لحظات العقد واللذات الآنیة من أیّام الزواج الاُولى، ویستجیب لطلبات الآخرین بدون تفکیر وتدبّر فی عواقبها وآثارها المستقبلیة، بل یبنی صداقته ومحبّته على أساس متماسک ومدروس، کما أنّه لا یسلک جانب الافراط فی عداوته وبغضه ولا یبالغ فی الخصومة مع الآخرین، وبعبارة أخرى أنّه لا یهدم جمیع الجسور خلفه فی واقع الصداقة والعداوة.
 


(1) . نهج البلاغة، الکلمات القصار، 70 .
(2) . بحار الأنوار، ج 71، ص 177 .

 

العلاقة بین الأقسام والمقسم له: أهمیّة المبدأ والمعاد 2. أقسام سورة الإنشقاق
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma